وأكد المسؤول الحكومي في تصريح لـ "العربي الجديد"، على أن "المتبرع بالدم ينقذ عدداً من النفوس البشرية المعرضة للهلاك بسبب أمراض قاتلة أو جراء حوادث سير مميتة"، داعيا المواطنين المغاربة إلى النأي عن كل الإشاعات والأقاويل المشككة في مبادرتهم الإنسانية، والذهاب إلى مراكز تحاقن الدم للتبرع بهذه المادة، كشكل من أشكال التضامن المعروف في المجتمع المغربي.
واستبقت وزارة الصحة المغربية حملة للتبرع بالدم كانت تُجرى في العادة خلال فصل الصيف، لتعلن أمس الإثنين انطلاق حملة التبرع بإكسير الحياة إلى 25 مارس/ آذار المقبل.
وأعانت الانطلاقة للحملة الجديدة للتبرع بالدم من خلال قوافل متحركة ترفع شعار "التبرع بالدم مسؤولية الجميع"، وتغطي مجمل المدن المغربية (الرباط وسلا والقنيطرة، والدار البيضاء وسطات، ومراكش وآسفي، وفاس ومكناس، وطنجة وتطوان والحسيمة).
وهدف حملة التبرع بالدم، وفق وزارة الصحة المغربية، يتمثل في تحقيق مخزون احتياطي من الدم يغطي على الأقل سبعة أيام من الحاجيات، بما يعني جمع 45 ألف كيس من الدم، وتشرف على العملية كوادر طبية، ووحدة طبية متنقلة للتبرع بالدم، ووسائل النقل للفرق الطبية.
وتجندت للحملة الجارية حاليا في عدد من جهات المملكة وزارات وإدارات وجمعيات غير حكومية، من قبيل وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية، ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، والرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم، والفدرالية المغربية للمتبرعين بالدم، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.
وتفيد إحصاءات حديثة للمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم بأن معدل الحاجيات من الدم يتزايد بوتيرة تبلغ 22 بالمائة كل سنة على مستوى البلاد، بينما لا يتزايد عدد المتبرعين سوى بـ6 في المائة كمعدل سنوي، كما أن مخزون المستشفيات المغربية بالكاد يصل إلى خمسة أيام، بينما المطلوب هو مخزون يكفي لسبعة أيام.
وفيما يعزو مراقبون ضعف التبرع بالدم في المغرب إلى ما يروج بخصوص بيع أكياس الدم وعدم استفادة المستحقين منها، يؤكد مركز التحاقن أنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وبأن أكياس الدم التي تجمع عن طريق التبرع تذهب إلى المستشفيات لفائدة من يحتاجها من المرضى والجرحى.
ويورد عبد العالي بن صبيح، فاعل جمعوي معروف بتبرعه بالدم، في تصريح لـ "العربي الجديد"، بأن العاجزين عن التبرع بقطرات من دمهم هم من يقفون وراء الترويج لمثل هذه الإشاعات"، مضيفاً أنه "إذا اتكل المغاربة على مثل ما يروج فلن يتقدم المجتمع أبداً".
ويتابع المتحدث بأنه دأب على التبرع بدمه منذ أن كان شاباً يافعاً، وهو الآن في منتصف الأربعين، لافتاً إلى أن ما يقوم به هو صدقة يرجو أجر الله منها، كما يأمل أن يكون سبباً في إنقاذ حياة شخص لا يعرفه، مضيفاً "قد يأتي اليوم الذي أحتاج فيه بدوري إلى قطرة دم فأجد من ينجدني بها".