"لا بديل عن الفول" شعار يرفعه المصريون خلال شهر رمضان، فلا مائدة تخلو منه، خصوصاً في السحور. تشتهر شوارع القاهرة بصفة خاصة بانتشار عربات الفول بالترافق مع ازدياد الإقبال على شرائه، فالمعروف عنه أنّه يؤمّن إحساساً بالشبع لمدة أطول. في المقابل، هناك تراجع في الأكلة الشعبية التي تحتل المرتبة الثانية بعد الفول خلال هذا الشهر وهي الكشري، حيث تغلق كافة محلات هذا النوع وعرباته، لتعاود نشاطها في أول أيام عيد الفطر.
بحسب تقديرات شعبة الغلال في الغرفة التجارية في القاهرة، فإنّ نسبة استهلاك المصريين خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان تصل إلى نحو 20 ألف طن من الفول. أما الاستهلاك المتوقع بنهاية الشهر فيتجاوز 75 ألف طن.
طبق الفول في مصر لا يختص بالفقراء وحدهم، ولو أنّهم الأكثرية، بل يتجاوزهم. يطلقون عليه مسميات مختلفة من بينها "مسمار البطن" و"لحم الفقراء" و"كباب الغلابة" و"الخلطة المسلحة". كلّ هذا لما يحتويه من بروتينات عالية القيمة تغني الفقراء عن أكل اللحوم المرتفعة الثمن. بينما تختلف طرق تحضيره وطهوه، سواء بالزبد أو السمن أو زيت الزيتون أو الزيت الحار أو بالصلصة أو بالثوم أو بالبصل والبقدونس. وتعتمد أكثر ربات البيوت على طهو الفول في المنزل وتدميسه، بهدف ضمان نظافته. كما أنّ بعض السيدات يضفن العدس والطماطم والبصل إلى الفول المنزلي. ومنهن من لا يضفن إليه شيئاً ويبقين على أصله. لكن، لا يخلو الأمر من الاستعانة بشراء فول مطهو ومدمس في الأساس من أحد المحلات التجارية أو العربات المنتشرة في كافة الأحياء حتى الراقية منها والتي يحمل بعضها شعارات مميزة على شاكلة: "إن خلص الفول، أنا مش مسؤول"، و"إذا فاتك الفول ماني مسؤول".
يلجأ بعض الأغنياء إلى تعديل طرق تحضير الفول في وجبة الإفطار، كتنويع في موائدهم. وذلك من خلال تحضير فول باللحمة المفرومة، وفول بالبيض، وفول بالسجق، وفول بالخضروات، وغيرها من أكلات الفول التي تضاف إليها نكهات جديدة متنوعة.
وبسبب الإقبال على شراء الفول، هناك الكثير من الموظفين في الجهاز الإداري للدولة يلجأون إلى طلب إجازة من العمل خصوصاً في النصف الأول من الشهر للعمل في بيع الفول. تدرّ عليهم هذه التجارة عائداً مالياً كبيراً، خصوصاً أنّ تحضير الفول وتجهيز معدات البيع وأدوات الطبخ غير مكلف عادة.
في هذا الإطار، يقول الموظف صلاح عبد الصبور: "أجلس مع قدرة الفول أمام البيت من بعد الإفطار حتى السحور. الرزق كبير جداً فيها، ويزيد على 300 في المائة، وهذا مكسب خيالي".
الأمر نفسه يؤكده الموظف حسين بكري. يقول: "شجعني المكسب الكبير من بيع الفول في رمضان كلّ عام أن آخذ إجازة في النصف الأول من هذا الشهر، وأجوب الشوارع، وأنادي على زبائني من خلال جرس صغير. أعمل خلال فترة السحور فقط، ويرزقني ربنا في هذا العمل أكثر من الوظيفة الحكومية".
اقــرأ أيضاً
في المقابل، يشير نور الدين، وهو طباخ في محل كشري، إلى أنّ هناك عزوفاً كبيراً من قبل المواطنين عن شراء الكشري كونه يسبب العطش في نهار رمضان، بالرغم من أنّها الأكلة المفضلة في غير شهر رمضان للكثير من المصريين. يتابع: "في شهر رمضان، نحصل على إجازة من المحل، ونعمل في المطاعم وفي موائد الرحمن كطباخين".
بدوره، يقول محمد مندور، وهو يملك عربة فول، إنّه لا يوجد منزل في مصر يستغني عن وجبة السحور "الفول والزبادي". وهي وجبة تمنع العطش والجوع في ظل الصيام لأكثر من 16 ساعة يومياً. يؤكد أنّ سعر الفول ارتفع منذ شهر وبات الكيس الذي كان بجنيه، يباع حالياً بـ2 جنيه.
في المقابل، يرى كثير من المواطنين أنّ الفول وجبة رئيسية بالنسبة إليهم، خصوصاً في السحور. ويفضل كثيرون شراءه قبل السحور من عربات الفول أو المطاعم كي يكون ساخناً وطازجاً ولم يفقد قيمته الغذائية. وهو ما يؤكده المحامي محمد سعيد، الذي يفضل شراءه عوضاً عن تحضيره في المنزل. يوضح أنه أمام يوم الصيام الطويل لا يوجد ما يصمد في المعدة ويسكّن الجوع إلا الفول.
بدوره، يقول السائق سليمان محمد إنّه يعاني من التهاب القولون ويرفض الأطباء تناوله الفول، إلا أنه لا يستطيع مقاومته في رمضان. يوضح أنّ السحور لا يكون سحوراً من دون الفول عند كلّ الأسر المصرية.
أما المهندس عمر عبد الرحيم، فيشير إلى أنّه لا يستغني هو وأسرته عن الفول في السحور. ويفضّل المعلبات على عربات الشوارع "لأنّ فول المعلبات مضمون صحياً".
اقــرأ أيضاً
بحسب تقديرات شعبة الغلال في الغرفة التجارية في القاهرة، فإنّ نسبة استهلاك المصريين خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان تصل إلى نحو 20 ألف طن من الفول. أما الاستهلاك المتوقع بنهاية الشهر فيتجاوز 75 ألف طن.
طبق الفول في مصر لا يختص بالفقراء وحدهم، ولو أنّهم الأكثرية، بل يتجاوزهم. يطلقون عليه مسميات مختلفة من بينها "مسمار البطن" و"لحم الفقراء" و"كباب الغلابة" و"الخلطة المسلحة". كلّ هذا لما يحتويه من بروتينات عالية القيمة تغني الفقراء عن أكل اللحوم المرتفعة الثمن. بينما تختلف طرق تحضيره وطهوه، سواء بالزبد أو السمن أو زيت الزيتون أو الزيت الحار أو بالصلصة أو بالثوم أو بالبصل والبقدونس. وتعتمد أكثر ربات البيوت على طهو الفول في المنزل وتدميسه، بهدف ضمان نظافته. كما أنّ بعض السيدات يضفن العدس والطماطم والبصل إلى الفول المنزلي. ومنهن من لا يضفن إليه شيئاً ويبقين على أصله. لكن، لا يخلو الأمر من الاستعانة بشراء فول مطهو ومدمس في الأساس من أحد المحلات التجارية أو العربات المنتشرة في كافة الأحياء حتى الراقية منها والتي يحمل بعضها شعارات مميزة على شاكلة: "إن خلص الفول، أنا مش مسؤول"، و"إذا فاتك الفول ماني مسؤول".
يلجأ بعض الأغنياء إلى تعديل طرق تحضير الفول في وجبة الإفطار، كتنويع في موائدهم. وذلك من خلال تحضير فول باللحمة المفرومة، وفول بالبيض، وفول بالسجق، وفول بالخضروات، وغيرها من أكلات الفول التي تضاف إليها نكهات جديدة متنوعة.
وبسبب الإقبال على شراء الفول، هناك الكثير من الموظفين في الجهاز الإداري للدولة يلجأون إلى طلب إجازة من العمل خصوصاً في النصف الأول من الشهر للعمل في بيع الفول. تدرّ عليهم هذه التجارة عائداً مالياً كبيراً، خصوصاً أنّ تحضير الفول وتجهيز معدات البيع وأدوات الطبخ غير مكلف عادة.
في هذا الإطار، يقول الموظف صلاح عبد الصبور: "أجلس مع قدرة الفول أمام البيت من بعد الإفطار حتى السحور. الرزق كبير جداً فيها، ويزيد على 300 في المائة، وهذا مكسب خيالي".
الأمر نفسه يؤكده الموظف حسين بكري. يقول: "شجعني المكسب الكبير من بيع الفول في رمضان كلّ عام أن آخذ إجازة في النصف الأول من هذا الشهر، وأجوب الشوارع، وأنادي على زبائني من خلال جرس صغير. أعمل خلال فترة السحور فقط، ويرزقني ربنا في هذا العمل أكثر من الوظيفة الحكومية".
في المقابل، يشير نور الدين، وهو طباخ في محل كشري، إلى أنّ هناك عزوفاً كبيراً من قبل المواطنين عن شراء الكشري كونه يسبب العطش في نهار رمضان، بالرغم من أنّها الأكلة المفضلة في غير شهر رمضان للكثير من المصريين. يتابع: "في شهر رمضان، نحصل على إجازة من المحل، ونعمل في المطاعم وفي موائد الرحمن كطباخين".
بدوره، يقول محمد مندور، وهو يملك عربة فول، إنّه لا يوجد منزل في مصر يستغني عن وجبة السحور "الفول والزبادي". وهي وجبة تمنع العطش والجوع في ظل الصيام لأكثر من 16 ساعة يومياً. يؤكد أنّ سعر الفول ارتفع منذ شهر وبات الكيس الذي كان بجنيه، يباع حالياً بـ2 جنيه.
في المقابل، يرى كثير من المواطنين أنّ الفول وجبة رئيسية بالنسبة إليهم، خصوصاً في السحور. ويفضل كثيرون شراءه قبل السحور من عربات الفول أو المطاعم كي يكون ساخناً وطازجاً ولم يفقد قيمته الغذائية. وهو ما يؤكده المحامي محمد سعيد، الذي يفضل شراءه عوضاً عن تحضيره في المنزل. يوضح أنه أمام يوم الصيام الطويل لا يوجد ما يصمد في المعدة ويسكّن الجوع إلا الفول.
بدوره، يقول السائق سليمان محمد إنّه يعاني من التهاب القولون ويرفض الأطباء تناوله الفول، إلا أنه لا يستطيع مقاومته في رمضان. يوضح أنّ السحور لا يكون سحوراً من دون الفول عند كلّ الأسر المصرية.
أما المهندس عمر عبد الرحيم، فيشير إلى أنّه لا يستغني هو وأسرته عن الفول في السحور. ويفضّل المعلبات على عربات الشوارع "لأنّ فول المعلبات مضمون صحياً".