شهدت أحياء الحمدانية، في القسم الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حلب، حركة نزوح خلال الأيام الماضية، تزامناً مع تقدم قوات المعارضة المسلحة باتجاه الحي، الذي تحول إلى ساحة اشتباكات بين الطرفين.
وكان فريق الهلال الأحمر السوري في حلب أكد أن فرقه استنفرت جهودها للاستجابة للأوضاع الإنسانية الملحة التي تترافق مع حالات النزوح من مناطق الـ1070 وجمعية الريادة وجمعية تشرين في الحمدانية، موضحاً أنهم توجهوا إلى جامع الرئيس في حي الفيلات في الحمدانية، حيث التجأ عشرات النازحين.
وبيّنت المنظمة أنها قدمت المساعدة لحوالي 1350 نازحاً جديداً في حلب، وأن مساعداتها شملت حصصاً غذائية ومعلبات وأفرشة وبطانيات وعوازل وسللا مطبخية وحافظات مياه. مقدمة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي.
ويوضح محمد عطار، وهو متطوع في فرع الهلال الأحمر في حلب، أنّ "جزءاً كبيراً ممن نزحوا من الحمدانية اليوم هم في الأصل نازحون من أحيائهم الأصلية، ومن الفقراء المسجلين على قوائم المساعدات الشهرية، وكانوا يسكنون في المباني المهجورة أو غير المكتملة أو المجهزة في الحمدانية".
ويضيف "الأقسام الغربية من حي الحمدانية باتت فارغة تماماً من سكانها، فيما بقي بعض السكان في بيوتهم في الأقسام الشرقية للحي. لايزال سقوط القذائف مستمرا على الأحياء، وسقط نحو 10 ضحايا من المدنيين خلال الأيام الماضية، بينهم أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى".
ويقول حسام، وهو طالب جامعي يقيم في حي الحمدانية: "خرجنا أول أمس من الحي بعدما عشنا ليلة رعب، كانت القذائف تتساقط كالأمطار في الشارع وعلى الأبنية، نزحنا مع ثلاثة من عائلات أقاربنا إلى منزل عمنا في حي الميريدان. نعيش اليوم 5 عائلات، بينهم 10 أطفال، في منزل واحد، أنا وشبان العائلة ننام في حديقة المبنى. ويبقى حالنا أفضل من جيراننا، فالكثير منهم لم يجدوا سقفاً يؤويهم، فالإيجارات أسعارها مرتفعة في حلب".
من جهته، يشتكي أبو محمد من أن "الكثير من الأماكن العامة كالمساجد والمدارس أغلقت أبوابها في وجه نازحي الحمدانية، ولم تهتم أي جهة بإيجاد مأوى لهم". ويضيف "خرجت من بيتي أمس، وجدت امرأة وأطفالها ينامون في الشارع أمام بيتي، أخذتهم بالسيارة وبحثنا في الجوامع والمدارس ومراكز الإيواء ولم يستقبلهم أحد. كل بيت في حلب فيه عائلتان نازحتان أو أكثر، أما من ليس لديه أقارب، يبيت في الشارع تحت الأشجار".