كانت ليلة الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011 صعبة على الكاتب الفلسطيني عبد الكريم الحشاش الذي وجد نفسه مجبراً على ترك مخيم اليرموك في سورية ليحافظ على حياته وأسرته، والرحيل إلى قطاع غزة بسبب الحرب التي أدّت إلى تدمير المخيم.
ترك الحشاش روحه في بيته ومكتبته التي جمع فيها كتباً نادرة، وأخرى من مؤلفاته وأبحاثه وقصصه التي كتبها على مدار سنوات الغربة نتيجة جهد وبحث طويل استمرّ نحو خمسين عاماً. تأثّر كثيراً بسبب دمار المخيم. لكنه اليوم، يعمل على إحيائها في غزة بعدما جمع بعض مؤلفاته من أصدقائه ومعارفه، إضافة إلى الكتب النادرة والمهمة.
أقام الحشاش المكتبة في منزله الواقع شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يسكن مع أسرته المكونة من 11 فرداً. عمد إلى بناء المنزل بعدما ترك مخيم اليرموك. ومستقبلاً، يسعى إلى جمع أكبر عدد من الكتب، وكأنه يستعيد مكتبته السابقة في اليرموك التي جمع فيها أكثر من 3000 كتاب.
ولد الحشاش في بلدة شقيب السلام التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن مدينة بئر السبع (أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية) في عام 1947، وهو من قبيلة بني عامر الدوسية (الملالحة) البدوية. انتقل مع أسرته إلى سيناء (مصر) بعد النكبة عام 1948، آملاً أن تتحسن الظروف وتعود أسرته إلى الأراضي المحتلة. لكن في عام 1950، اضطرت العائلة للانتقال إلى مخيم رفح (غزة) والإقامة فيه بأمر من المصريين. وأتمّ المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في رفح.
لكن بعد نكسة يونيو/ حزيران عام 1967، انتقل إلى سيناء ثم إلى جنوب الأردن، بسبب عمله مع منظمة التحرير الفلسطينية. ثمّ توجه إلى سورية والتحق بكلية الآداب - قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وتخرج منها عام 1974.
يقول لـ "العربي الجديد": "بعد تخرجي من الجامعة، ونتيجة تنقلي بين البلدان العربية، كنت أركز على الثقافة العربية ولغاتها العامية وأصولها وترابط المجتمعات في ما بينها والشعر العربي وغيره. ثمّ تعمقت في التراث العربي والفلسطيني".
عمل في حقل التدريس بين عامي 1976 و1981 في ليبيا. إضافة إلى حرصه على العمل المقاوم مع منظمة التحرير الفلسطينية، كتب عن الأمثال الشعبية في ليبيا، ولخصها في كتاب "الأمثال الليبية ونظائرها"، ثم بدأ في كتابة القصص القصيرة التي كان يرسلها إلى بعض المجلات في بيروت.
اقــرأ أيضاً
كما أعدّ أبحاثاً عن التراث الشعبي الفلسطيني والعادات والتقاليد والأغنيات والغناء والأهازيج والأمثال، وانتسب إلى اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين، واتحاد الكتاب العرب، ونشر مقالات في صحيفة "تشرين" السورية. يقول الحشاش: "رحلتي بين الدول العربية كانت عبارة عن خدمة للوطن في العمل المقاوم. وفي الوقت نفسه، استطعت البحث عن أصول التراث العربي والفلسطيني والبدوي والشعر العربي القديم وغيره من الأصول العربية التي أجدها في الوقت الحالي مغيبة لدى الجهات الرسمية التي تعنى بالثقافة والشباب، واستطعت تلخيص تجربتي من خلال الكتب".
كتب الحشاش عدداً من الكتب التي تخصّ التراث الفلسطيني والعربي، أولها كتاب "فنون الأدب والطرب عند قبائل النقب" في عام 1986. واستطاع البحث لدى القبائل البدوية عن الطرب لديها والأمثال الشعبية التي يرددها أفرادها وحياتهم الاجتماعية وعلاقتها بالطرب. وأصدر كتاب "الأسرة في المثل الشعبي الفلسطيني والعربي"، ثم "قضايا العرب والعادة العربية". يضيف: "يوجد جوانب جميلة في الأمثال الشعبية العربية والأعراف والعادات لدى العرب. شعرت أنّنا نختبر جوانب اجتماعية جميلة يجب كتابتها لتوثيق ذلك الزمن الجميل. بالفعل، اليوم نحن في حاجة إلى مراجعة ما هو جميل في تراثنا القديم الذي يجب إعادة إحيائه".
أطلق الحشاش مكتبته في مخيم اليرموك وأطلق عليها اسم "مكتبة الأقصى". كانت تحظى باهتمام كبير لدى الفلسطينيين، خصوصاً الطلاب والباحثين في مخيم اليرموك وحتى السوريين، وقد اعتبروها مرجعاً مهمّاً في الكثير من أبحاثهم ودراساتهم، قبل أن تصير تحت أنقاض المخيم. حين خرج من المخيّم، حمل معه فقط خمس نسخ من كتبه الذي كتبها، وحصل لاحقاً على نسخ من مؤلفاته البالغ عددها 30 كتاباً.
استطاع جمع مئات الكتب النادرة والمهمة في قطاع غزة من خلال الأهالي والبحث في المكتبات والباعة الجوالين. وفي النتيجة، نجح في إحياء مكتبته من جديد بعد جمع أكثر من 300 كتاب. ويسعى إلى أن تضم مكتبته آلاف الكتب. لكن في الوقت الحالي، يحاول جمع المعلومات من خلال المهاجرين والقبائل البدوية والعائلات العريقة، بهدف الكتابة عن التراث الفلسطيني والثقافات القديمة، إضافة إلى اتمام بعض الأبحاث التي كان قد بدأها، وتطوير بعض الكتب مثل كتاب "الألفاظ المحكية في البلدان العربية".
ترك الحشاش روحه في بيته ومكتبته التي جمع فيها كتباً نادرة، وأخرى من مؤلفاته وأبحاثه وقصصه التي كتبها على مدار سنوات الغربة نتيجة جهد وبحث طويل استمرّ نحو خمسين عاماً. تأثّر كثيراً بسبب دمار المخيم. لكنه اليوم، يعمل على إحيائها في غزة بعدما جمع بعض مؤلفاته من أصدقائه ومعارفه، إضافة إلى الكتب النادرة والمهمة.
أقام الحشاش المكتبة في منزله الواقع شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يسكن مع أسرته المكونة من 11 فرداً. عمد إلى بناء المنزل بعدما ترك مخيم اليرموك. ومستقبلاً، يسعى إلى جمع أكبر عدد من الكتب، وكأنه يستعيد مكتبته السابقة في اليرموك التي جمع فيها أكثر من 3000 كتاب.
ولد الحشاش في بلدة شقيب السلام التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن مدينة بئر السبع (أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية) في عام 1947، وهو من قبيلة بني عامر الدوسية (الملالحة) البدوية. انتقل مع أسرته إلى سيناء (مصر) بعد النكبة عام 1948، آملاً أن تتحسن الظروف وتعود أسرته إلى الأراضي المحتلة. لكن في عام 1950، اضطرت العائلة للانتقال إلى مخيم رفح (غزة) والإقامة فيه بأمر من المصريين. وأتمّ المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في رفح.
لكن بعد نكسة يونيو/ حزيران عام 1967، انتقل إلى سيناء ثم إلى جنوب الأردن، بسبب عمله مع منظمة التحرير الفلسطينية. ثمّ توجه إلى سورية والتحق بكلية الآداب - قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وتخرج منها عام 1974.
يقول لـ "العربي الجديد": "بعد تخرجي من الجامعة، ونتيجة تنقلي بين البلدان العربية، كنت أركز على الثقافة العربية ولغاتها العامية وأصولها وترابط المجتمعات في ما بينها والشعر العربي وغيره. ثمّ تعمقت في التراث العربي والفلسطيني".
عمل في حقل التدريس بين عامي 1976 و1981 في ليبيا. إضافة إلى حرصه على العمل المقاوم مع منظمة التحرير الفلسطينية، كتب عن الأمثال الشعبية في ليبيا، ولخصها في كتاب "الأمثال الليبية ونظائرها"، ثم بدأ في كتابة القصص القصيرة التي كان يرسلها إلى بعض المجلات في بيروت.
كتب الحشاش عدداً من الكتب التي تخصّ التراث الفلسطيني والعربي، أولها كتاب "فنون الأدب والطرب عند قبائل النقب" في عام 1986. واستطاع البحث لدى القبائل البدوية عن الطرب لديها والأمثال الشعبية التي يرددها أفرادها وحياتهم الاجتماعية وعلاقتها بالطرب. وأصدر كتاب "الأسرة في المثل الشعبي الفلسطيني والعربي"، ثم "قضايا العرب والعادة العربية". يضيف: "يوجد جوانب جميلة في الأمثال الشعبية العربية والأعراف والعادات لدى العرب. شعرت أنّنا نختبر جوانب اجتماعية جميلة يجب كتابتها لتوثيق ذلك الزمن الجميل. بالفعل، اليوم نحن في حاجة إلى مراجعة ما هو جميل في تراثنا القديم الذي يجب إعادة إحيائه".
أطلق الحشاش مكتبته في مخيم اليرموك وأطلق عليها اسم "مكتبة الأقصى". كانت تحظى باهتمام كبير لدى الفلسطينيين، خصوصاً الطلاب والباحثين في مخيم اليرموك وحتى السوريين، وقد اعتبروها مرجعاً مهمّاً في الكثير من أبحاثهم ودراساتهم، قبل أن تصير تحت أنقاض المخيم. حين خرج من المخيّم، حمل معه فقط خمس نسخ من كتبه الذي كتبها، وحصل لاحقاً على نسخ من مؤلفاته البالغ عددها 30 كتاباً.
استطاع جمع مئات الكتب النادرة والمهمة في قطاع غزة من خلال الأهالي والبحث في المكتبات والباعة الجوالين. وفي النتيجة، نجح في إحياء مكتبته من جديد بعد جمع أكثر من 300 كتاب. ويسعى إلى أن تضم مكتبته آلاف الكتب. لكن في الوقت الحالي، يحاول جمع المعلومات من خلال المهاجرين والقبائل البدوية والعائلات العريقة، بهدف الكتابة عن التراث الفلسطيني والثقافات القديمة، إضافة إلى اتمام بعض الأبحاث التي كان قد بدأها، وتطوير بعض الكتب مثل كتاب "الألفاظ المحكية في البلدان العربية".