بينما تحاول اليونان الخروج من أزمتها الاقتصادية، وتأمل في عودة السياحة إلى العاصمة ومحيطها، اندلعت حرائق عنيفة في غابات قريبة من أثينا، منذ مساء الإثنين، وصلت حصيلتها حتى مساء الثلاثاء إلى أكثر من 70 قتيلاً، لتزيد أوجاع اليونانيين، وتعيد إلى ذاكرتهم الحرائق الضخمة التي ضربت غابات البلاد عام 2007 وحصدت أرواح أكثر من 60 شخصاً أيضاً.
يقول شهود عيان في منطقة ماتي الشاطئية السياحية إنّه "لم يبقَ منها سوى أطلال بيوت ومحال محترقة ومتفحمة" بعد "الكارثة الحقيقية" هذه. يصفون حرائق غابات كبيرة امتدت لتحصد معها أرواح ضحايا وخسائر مادية في منطقة تعتبر مقصداً للسائحين الأوروبيين. وصف "الكارثة" الذي استخدمه هؤلاء في شهاداتهم عن حصار النيران بشكل سريع أماكن تجمعهم، هو الوصف نفسه الذي استخدمه رئيس بلدية رافينا، إيفانجيلوس بورونوس، إذ يقول: "بقايا 100 منزل محترق شاهدت بنفسي النيران تلتهمها... هذه كارثة حقيقية".
اقــرأ أيضاً
من ناحيته، ذكر المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ديمتريس تزانكولبولوس ديميتريس، أنّ "من لم يتمكنوا من الفرار حاصرتهم النيران في بيوتهم أو سياراتهم". وبحسب ما تفيد بيانات منظمة الصليب الأحمر اليوناني فإنّه في رافينا وحدها عثر على جثث 26 ضحية، وبوجود بعض المفقودين، يخشى الرسميون أن ترتفع الحصيلة. وأشارت المعلومات الأولية إلى أنّ عشرات المصابين، من بينهم أطفال وكبار سن في حالة خطرة.
وبالرغم من محاولة السلطات السيطرة على الحريقين اللذين نشبا بداية في منطقتين غير متصلتين إلاّ أنّ رئيس الوزراء، ألكسيس تسيبراس، اعترف في وقت متأخر من مساء الإثنين أنّ بلاده "في مواجهة شيء غير معتاد" ملمحاً في الوقت نفسه إلى إمكانية أن "يكون الحريقان مفتعلين".
الحريق الأول نشب في غابة صنوبر في منطقة كينيتا التي تبعد حوالي 50 كيلومتراَ إلى الغرب من أثينا، وكان يمكن رؤية تحول أفق سماء أثينا من مسافة بعيدة إلى لون برتقالي يشير إلى شدة الحرائق ولهبها المرتفع. ويبدو أنّ السيطرة على الحرائق كانت غير ممكنة بالرغم من الدفع بنحو 300 إطفائي وأكثر من 5 طائرات وسبع مروحيات في تلك المنطقة. ونشب الحريق الثاني في منطقة بينتيلي شمال شرق أثينا مساء الإثنين، واضطرت السلطات للتدخل من أجل إجلاء أطفال كانوا يخيمون في معسكر صيفي، وأتت النيران على عشرات المنازل والسيارات. وفي هذه المنطقة دفعت السلطات بثلاث طائرات ومروحية لمساندة رجال الأطفاء الذين حاولوا السيطرة على النيران. وما لبثت الحرائق أن امتدت إلى منطقة أتيكا التي أعلن رئيس الوزراء اليوناني عن "الدفع بكلّ عمليات الإنقاذ نحوها وإعلان حالة الطوارئ في المنطقة".
صباح أمس الثلاثاء، بقي عدد من السائحين محاصراً على أحد الشواطئ. هؤلاء لم يكونوا قادرين على مغادرة المكان بسبب النيران الكثيفة، فاضطرت البحرية إلى إرسال دوريات لبحث إمكانية ترحيلهم بأمان. وأمام كثافة النيران وخروجها عن السيطرة، اضطر الدفاع المدني اليوناني أمس، إلى طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي "حتى لا تتوسع الحرائق أكثر".
بدورها، أعلنت الدنمارك عن فقدان الاتصال بعدد من السائحين في المنطقتين. وقال شهود عيان إنّ "ارتباكاً أصاب السلطات ومنع مغادرة إحدى الحافلات لنقل 39 سائحاً كانوا في رحلة استجمام بمنطقة الحريق"، وذلك بناء على ما ذكرته شركة سياحة دنماركية في رافينا، إذ "نُقل السائحون بمراكب صغيرة وعلى دفعات ما أخر انتقالهم جميعاً بالسرعة المطلوبة، وتسبب في إدخال عدد منهم للعلاج إلى مستشفيات أثينا".
شهود عيان من السائحين في منطقة أتيكا تحدثوا عن "كثافة الدخان وانهيار كتل نارية ورماد الحرائق" بحسب وصف السائح الدنماركي أندرس نيلسن. وجد نيلسن وزوجته نفسيهما مع سائحين آخرين في حالة رعب، يقول "لم نأخذ من الفندق خلال فرارنا سوى الهاتف والجوازات منطلقين ركضاً تحت الرماد والدخان نحو الشاطئ، بعدما منعت السلطات انطلاق حافلتنا".
يذكر أن مناطق عديدة في أوروبا تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة ونشوب عدد من الحرائق، خصوصاً مع انحباس الأمطار لأكثر من 5 أسابيع. وهو ما أصاب السويد بأعنف الحرائق، إذ أتت النيران على أراض شاسعة تفوق 300 كيلومتر مربع من الغابات والمناطق القريبة. واضطرت السويد، بعد أيام من محاولة إخمادها وتمددها نحو طرقات ومناطق حضرية، للزج بكلّ إمكاناتها الذاتية وطلب المساندة الأوروبية التي وصلتها لمحاصرة النيران والحد من الخسائر.. كذلك، شهدت النرويج ستة آلاف حريق لكنّها أكدت السيطرة عليها. وتنتشر موجة الجفاف في الدنمارك وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
ويعزو مختصون أوروبيون موجة الحرائق التي تصيب عدداً من غابات الدول الأوروبية، باختلاف قوة ونطاق هذه الحرائق، إلى تغيرات غير طبيعية في المناخ. ففي مناطق لم يكن فيها فصل الصيف يحمل معه درجات حرارة تتجاوز 25 مئوية في أفضل الأحوال ولأيام معدودة، مع زخات من المطر في معظم الفصل، وصلت درجات الحرارة في الدنمارك ومناطق سويدية إلى ما فوق الثلاثين، بل سجلت بعض المناطق 34 درجة مئوية مع رياح جافة وزيادة في الرطوبة، وهو ما جعل الأرصاد الجوية تصف الأحوال بأنّها "استوائية".
وعلى الرغم من أنّ السلطات في الدول الشمالية أصدرت أمراً بمنع إشعال النار بقصد الشواء إلا أنّ مخالفات عديدة سجلتها الشرطة السويدية والدنماركية، ما اضطرهما للتدخل وتغريم غير الملتزمين. وتسود في السويد تخمينات أنّ "بعض الحرائق التي حدثت في وسط البلاد يمكن أن تكون بفعل فاعل".
65 قتيلاً في اليابان
أدت موجة حر "غير مسبوقة" في اليابان إلى وفاة 65 شخصاً على الأقل خلال أسبوع، بحسب مسؤولين حكوميين الثلاثاء، فيما صنفت وكالة الأرصاد هذه الأحوال الجوية غير الاعتيادية بـ"الكارثة الوطنية". وقالت هيئة إدارة الحرائق والكوارث إنّ الوفيات كانت من جراء ضربات الشمس فيما نقل 22.647 شخصاً آخرين إلى المستشفيات.
يقول شهود عيان في منطقة ماتي الشاطئية السياحية إنّه "لم يبقَ منها سوى أطلال بيوت ومحال محترقة ومتفحمة" بعد "الكارثة الحقيقية" هذه. يصفون حرائق غابات كبيرة امتدت لتحصد معها أرواح ضحايا وخسائر مادية في منطقة تعتبر مقصداً للسائحين الأوروبيين. وصف "الكارثة" الذي استخدمه هؤلاء في شهاداتهم عن حصار النيران بشكل سريع أماكن تجمعهم، هو الوصف نفسه الذي استخدمه رئيس بلدية رافينا، إيفانجيلوس بورونوس، إذ يقول: "بقايا 100 منزل محترق شاهدت بنفسي النيران تلتهمها... هذه كارثة حقيقية".
وبالرغم من محاولة السلطات السيطرة على الحريقين اللذين نشبا بداية في منطقتين غير متصلتين إلاّ أنّ رئيس الوزراء، ألكسيس تسيبراس، اعترف في وقت متأخر من مساء الإثنين أنّ بلاده "في مواجهة شيء غير معتاد" ملمحاً في الوقت نفسه إلى إمكانية أن "يكون الحريقان مفتعلين".
الحريق الأول نشب في غابة صنوبر في منطقة كينيتا التي تبعد حوالي 50 كيلومتراَ إلى الغرب من أثينا، وكان يمكن رؤية تحول أفق سماء أثينا من مسافة بعيدة إلى لون برتقالي يشير إلى شدة الحرائق ولهبها المرتفع. ويبدو أنّ السيطرة على الحرائق كانت غير ممكنة بالرغم من الدفع بنحو 300 إطفائي وأكثر من 5 طائرات وسبع مروحيات في تلك المنطقة. ونشب الحريق الثاني في منطقة بينتيلي شمال شرق أثينا مساء الإثنين، واضطرت السلطات للتدخل من أجل إجلاء أطفال كانوا يخيمون في معسكر صيفي، وأتت النيران على عشرات المنازل والسيارات. وفي هذه المنطقة دفعت السلطات بثلاث طائرات ومروحية لمساندة رجال الأطفاء الذين حاولوا السيطرة على النيران. وما لبثت الحرائق أن امتدت إلى منطقة أتيكا التي أعلن رئيس الوزراء اليوناني عن "الدفع بكلّ عمليات الإنقاذ نحوها وإعلان حالة الطوارئ في المنطقة".
صباح أمس الثلاثاء، بقي عدد من السائحين محاصراً على أحد الشواطئ. هؤلاء لم يكونوا قادرين على مغادرة المكان بسبب النيران الكثيفة، فاضطرت البحرية إلى إرسال دوريات لبحث إمكانية ترحيلهم بأمان. وأمام كثافة النيران وخروجها عن السيطرة، اضطر الدفاع المدني اليوناني أمس، إلى طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي "حتى لا تتوسع الحرائق أكثر".
بدورها، أعلنت الدنمارك عن فقدان الاتصال بعدد من السائحين في المنطقتين. وقال شهود عيان إنّ "ارتباكاً أصاب السلطات ومنع مغادرة إحدى الحافلات لنقل 39 سائحاً كانوا في رحلة استجمام بمنطقة الحريق"، وذلك بناء على ما ذكرته شركة سياحة دنماركية في رافينا، إذ "نُقل السائحون بمراكب صغيرة وعلى دفعات ما أخر انتقالهم جميعاً بالسرعة المطلوبة، وتسبب في إدخال عدد منهم للعلاج إلى مستشفيات أثينا".
شهود عيان من السائحين في منطقة أتيكا تحدثوا عن "كثافة الدخان وانهيار كتل نارية ورماد الحرائق" بحسب وصف السائح الدنماركي أندرس نيلسن. وجد نيلسن وزوجته نفسيهما مع سائحين آخرين في حالة رعب، يقول "لم نأخذ من الفندق خلال فرارنا سوى الهاتف والجوازات منطلقين ركضاً تحت الرماد والدخان نحو الشاطئ، بعدما منعت السلطات انطلاق حافلتنا".
يذكر أن مناطق عديدة في أوروبا تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة ونشوب عدد من الحرائق، خصوصاً مع انحباس الأمطار لأكثر من 5 أسابيع. وهو ما أصاب السويد بأعنف الحرائق، إذ أتت النيران على أراض شاسعة تفوق 300 كيلومتر مربع من الغابات والمناطق القريبة. واضطرت السويد، بعد أيام من محاولة إخمادها وتمددها نحو طرقات ومناطق حضرية، للزج بكلّ إمكاناتها الذاتية وطلب المساندة الأوروبية التي وصلتها لمحاصرة النيران والحد من الخسائر.. كذلك، شهدت النرويج ستة آلاف حريق لكنّها أكدت السيطرة عليها. وتنتشر موجة الجفاف في الدنمارك وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
ويعزو مختصون أوروبيون موجة الحرائق التي تصيب عدداً من غابات الدول الأوروبية، باختلاف قوة ونطاق هذه الحرائق، إلى تغيرات غير طبيعية في المناخ. ففي مناطق لم يكن فيها فصل الصيف يحمل معه درجات حرارة تتجاوز 25 مئوية في أفضل الأحوال ولأيام معدودة، مع زخات من المطر في معظم الفصل، وصلت درجات الحرارة في الدنمارك ومناطق سويدية إلى ما فوق الثلاثين، بل سجلت بعض المناطق 34 درجة مئوية مع رياح جافة وزيادة في الرطوبة، وهو ما جعل الأرصاد الجوية تصف الأحوال بأنّها "استوائية".
وعلى الرغم من أنّ السلطات في الدول الشمالية أصدرت أمراً بمنع إشعال النار بقصد الشواء إلا أنّ مخالفات عديدة سجلتها الشرطة السويدية والدنماركية، ما اضطرهما للتدخل وتغريم غير الملتزمين. وتسود في السويد تخمينات أنّ "بعض الحرائق التي حدثت في وسط البلاد يمكن أن تكون بفعل فاعل".
65 قتيلاً في اليابان
أدت موجة حر "غير مسبوقة" في اليابان إلى وفاة 65 شخصاً على الأقل خلال أسبوع، بحسب مسؤولين حكوميين الثلاثاء، فيما صنفت وكالة الأرصاد هذه الأحوال الجوية غير الاعتيادية بـ"الكارثة الوطنية". وقالت هيئة إدارة الحرائق والكوارث إنّ الوفيات كانت من جراء ضربات الشمس فيما نقل 22.647 شخصاً آخرين إلى المستشفيات.