يعيش أكثر من 8 آلاف مدني في ما تبقى من بيوت وأقبية في مدينة داريا اليوم، على وقع قصف عنيف تقوم به قوات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ، في محاولة منها لاقتحام المدينة والسيطرة عليها.
ومع تقدم قوات النظام وسيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في محيط المدينة، هرع آلاف الناس من الذين كانوا يقيمون هناك إلى المساحات السكنية المتبقية من مدينتهم، والتي لا تزيد عن كيلومتر مربع واحد، وفقاً لناشطين.
يقول حسام، وهو ناشط إعلامي من داريا "الأهالي يختبئون في الأقبية والطوابق السفلية منذ يوم أمس، القصف لم يهدأ، داريا المنكوبة والمحاصرة والجائعة أصلاً، قُصفت يوم أمس وحده بعشرة براميل متفجرة. القصف الصاروخي والمدفعي بدأ اليوم منذ ساعات الصباح الباكر، هناك العشرات من المصابين والشهداء والجرحى، لم نستطع التحرك بسهولة، لأن القصف لم يتوقف".
ويضيف "لدى أهالي المدينة مخاوف كبيرة من أن يقتحم النظام كامل المدينة، ويوقع مجزرة بحق أهلها، خاصة أن محاولات تفاوض جرت أمس لتأمين المدنيين وتحييدهم عن عمليات القتال، لكن قوات النظام رفضت الأمر. معظم الناس لم يأكلوا شيئاً منذ أول أمس، فمصدر الطعام الوحيد الذي كان يتوفر في المدينة هو بعض الخضراوات من المناطق الزراعية التي سيطرت عليها قوات النظام أمس. في البناء الذي أعيش فيه الأطفال في حالة صدمة ورعب، أحدهم لم يتوقف عن الصراخ أمس حتى اختفى صوته".
ويتابع "عائلة كاملة كادت تموت أمس بحالة اختناق، حين وقع البناء المجاور وعلقوا في القبو ولم يستطيعوا الخروج، الدخان والغبار يملآن الجو في كل الأوقات، إلى أن تدخّل الجيران وفتحوا لهم منفذ هواء".
وناشد العديد من النشطاء وأهالي المدينة، الفصائل العسكرية في المناطق القريبة، دعم المقاتلين في داريا، كما ناشدوا المجتمع الدولي للضغط على النظام لوقف الهجمة الشرسة التي يقوم بها ضد أهالي المدينة، وحذروا من وقوع كارثة خلال الساعات القادمة.
يُذكر أن أهالي مدينة داريا يعيشون، منذ نحو ثلاث سنوات، على وقع حصار خانق، حيث تنعدم الأغذية والسلع الأساسية، كما تعرّضت مدينتهم لقصف مكثف بآلاف البراميل المتفجرة خلال الأشهر الماضية، ما حولها إلى مدينة شبه مدمرة.