وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع لـ"العربي الجديد" على هامش حفل إطلاق الهيئة مشروع المطعم المتنقل في رام الله، اليوم الثلاثاء، إن "هذه المشاريع تمولها القروض الصغيرة الداعمة والتي تساعد الأسير المحرر على الاعتماد على نفسه، ومشروع المطعم المتنقل فيه نوع من الحيوية والأفكار الإبداعية لأسيرين أمضيا سنوات من أعمارهما داخل سجون الاحتلال".
وشدد قراقع على أن الأسرى لديهم طاقات تطويرية ومقدرة على تطوير أنفسهم، وتأتي هذه المشاريع ضمن تأهيل الأسير وإدماجه في المجتمع بعد تحرره، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، إذ حققت هذه المشاريع نسبة نجاح عالية جداً في الضفة الغربية.
ودعا الوزارات والمؤسسات الفلسطينية لدعم مشاريع الأسرى الصغيرة حتى لا يتحول الأسير لعبء على المجتمع الفلسطيني، خاصة أن الأسير مستعد لمتابعة حياته إذا ما أعطي الأساسيات في مشروعه.
من جهته، قال خلدون البرغوثي لـ"العربي الجديد": "دعمتنا الهيئة بأربعين ألف دولار، ودفعنا نحو 10 آلاف أخرى للمشروع، إضافة لتبرع بعض الأصدقاء والمؤسسات بجهودهم، لتصل كلفة المشروع إلى نحو 60 ألف دولار".
وتقدم هيئة الأسرى الفلسطينية قروضاً حسنة للأسرى بحسب السنوات التي أمضوها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، تصل إلى 20 ألف دولار بالحد الأقصى وبسداد مريح. واستطاعت الهيئة تقديم نحو 100 قرض لدعم مشاريع الأسرى المحررين منذ العام الماضي حتى الآن، ونحو 1200 قرض لمشاريع متنوعة منذ عام 2009 وحتى الآن.
وتتنوع المشاريع التي تدعمها الهيئة ما بين مشاريع زراعية وصناعية وتجارية وحيوانية، إذ تقدم النصح والإرشاد للأسير المحرر بمساعدة باحث مختص، كما تُدرس فكرة المشروع قبل تنفيذه.
وشدد البرغوثي الذي أمضى نحو سبع سنوات وزميله عبد الرحمن نحو 9 سنوات في الأسر، على أن الأسير المحرر يجب ألا يتحول عالة على المجتمع فهو دخل السجن منتجاً ويجب أن يخرج منتجاً، مشيراً إلى أن أفكاراً إبداعية كثيرة موجودة لدى الأسرى المحررين وتحتاج لدعم المؤسسات من أجل تنفيذها.
عبد الرحمن وخلدون حصلا على تراخيص من كافة الجهات المعنية كوزارتي الصحة والمواصلات والدفاع المدني، وحافظا على جودة الطعام والنظافة في مطعمهما المتنقل الذي أمداه بالطاقة من خلال الخلايا الشمسية، كنوع جديد من مشاريع الطاقة التي بدأت بالانتشار خلال السنوات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.
في السجن تعلم عبد الرحمن وخلدون طهو الطعام، وأصبحا طباخين للأسرى ويتفننان في طهو الطعام لزملائهم في الأسر ويعرفان مذاق الأسرى كل حسب مدينته، فيما نقلا بعض تجاربهما في الطهو خلال الأسر في صنع الوجبات السريعة "ساندويشات"، وصناعة المشروبات الساخنة أو الباردة في مطعمهما المتنقل.
"منذ شهر والناس تأتي لمشاهدة مطعمنا، وطريقة عملنا، بداعي الفضول"، يقول خلدون البرغوثي، "واليوم صاروا زبائننا لأنهم جربوا جودة الطعام"، مضيفاً "مشروعنا ناجح اقتصادياً لغاية الآن ومن مدخولنا نسدد أقساط القرض لهيئة الأسرى ونصرف على عائلاتنا".
يحاول الأسيران المحرران عبد الرحمن وخلدون جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، فيتنقلان بمطعمهما في الأماكن العامة في رام الله وبالقرب من الوزارات، حيث الموظفون وطلبة الجامعات.