نظم البريطانيون مسيرة ضخمة في لندن اليوم السبت، استنكاراً للهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس الجمعة، مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، وخلف 50 قتيلاً على الأقل، وعشرات الجرحى، وتعبيراً عن رفضهم لاستهداف المسلمين خصوصاً والأقليات عموماً في هجمات يغذيها اليمين المتطرف، ونشر مشاعر العدائية والكراهية.
ونظمت الاحتجاجات في أنحاء المملكة المتحدة منها مسيرات كبرى في العاصمة لندن وفي مدينة غلاسكو في اسكتلندا، كما عبر مجلس العموم البريطاني عن استنكاره للمذبحة الإرهابية بالوقوف دقيقة صمت، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا.
وفي مسيرة لندن، التي بدأت من سنتر لندن أمام فندق دوشستر الشهير، وانتهت أمام مجلس الوزراء، ندد المشاركون بالهجوم الإرهابي المخطط له مسبقاً، والهادف إلى ترويع جميع المسلمين في أوروبا والعالم وليس في نيوزيلندا وحدها، عبر الشعارات التي رفعوها خلال المسيرة والكلمات التي ألقيت خلالها.
كما عبر المتظاهرون عن أسفهم لتصاعد اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا في العديد من الدول الأوروبية، وكذلك خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب العنصرية تجاه المسلمين واللاجئين.
وطالب المتظاهرون الذين قدموا من عدة مدن بريطانية بنبذ العنصرية والتمييز، داعين إلى الدفاع عن المساجد والمراكز الدينية جراء تكرار الهجمات التي تستهدف المسلمين في أوروبا وبريطانيا، ومشددين على حماية الأقليات حول العالم.
ورفعت في المسيرة شعارات "لا لرهاب الإسلام" و"هذا لن يفرقنا" و"أهلا باللاجئين"، في حين دعا المتحدثون الواحد تلو الآخر الناس للالتقاء عبر البلدان والأديان.
كذلك شارك في المسيرة رجال الإطفاء الذين عبروا عن استهجانهم لما حصل، وجعلوا من إحدى سياراتهم منصة لإلقاء الكلمات ورفع الشعارات.
وشهدت مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية هجوماً إرهابياً بالأسلحة النارية والمتفجرات، استهدف مسجدي النور ولينوود أمس الجمعة، وتسبب بمذبحة خلفت أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى.
يشار إلى أن الشرطة البريطانية كثّفت دورياتها حول المساجد أمس الجمعة، بعد هجوم نيوزيلندا. وينتظر أن يجري وزير الداخلية البريطاني ساجيد جاويد، محادثات مع مسؤولي مكافحة الإرهاب والأمن لبحث اتخاذ تدابير إضافية لحماية المساجد.