تشتهر محافظات عراقية بأصناف من الأحجار الكريمة التي تحولت إلى تجارة رائجة يقبل عليها الأثرياء، حتى أصبحت البلاد مركزاً إقليمياً لتشكيل تلك الأحجار وبيعها، سواء المستخرجة محلياً أو تلك القادمة من أذربيجان أو الصين أو دول آسيوية وأفريقية مختلفة.
وتنتشر أنواع مختلفة من تلك الأحجار في مناطق بحر النجف وضواحي الكوفة وضفاف بحيرة ساوة وصحراء الأنبار وكردستان العراق، حتى أصبح بعضها بمثابة عواصم تقليدية لأنواع من الأحجار الكريمة.
ولا يقتصر استخدام تلك الأحجار على الزينة، بل إن أغلبها بات يستخدم من قبل مشعوذين ومتخصصين في الطب الشعبي، فصار هناك حجر للحسد، وآخر لتسهيل الأمور، وثالث لجلب الحبيب أو الزواج، ورابع للشفاء، وصولاً إلى استخدامها كأحجار ضد طلقات الرصاص يقتنيها مقاتلون ويعتقدون أنها تحميهم من القتل أو القنص.
وتتنوع الأحجار الكريمة المعروفة في العراق بين الياقوت والألماس والزمرد والدر والفيروز والعقيق والكهرمان والمرجان والزبرجد وأنياب الفيل وعظام السلاحف، والفاصل الحقيقي بين الحقيقي والمزيف أو الصناعي هو النار، فلا يحتاج المشتري سوى تعريض الحجر للنار، فإن تغير لونه أو ذاب جزء منه فهو مزيف، وإن بقي على حاله فهو حقيقي.
ويمتهن عراقيون استخراج الأحجار الكريمة من المناطق التي تتواجد فيها، ثم تنظيفها وتشكيلها لبيعها بأسعار تتراوح بين 10 دولارات و1000 دولار للحجر الواحد.
يقول محمد حسين، (43 سنة)، إن "الأحجار الكريمة هواية ومتعة ورزق بنفس الوقت، ولا نحصل على ما نريد بشكل دائم، فيمر أسبوع دون أن نجد حجراً واحداً، لكنها تجارة حلال، ولا شأن لنا بمن يستعمل الحجر كجالب للسعادة أو الرزق، وأستغرب ممن يصدقون ذلك، فلو كان جالبا للسعادة لما بعناه".
من محافظتي النجف وكربلاء يستخرج الدر، بحسب التاجر باسم الحسيني، ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "الدر الذي يستخرج من بحر النجف وما حوله، يعرف بلونه الأبيض، أما الدر الذي يستخرج من محافظة كربلاء فيمتاز باللون الأحمر، ويسمى بالدر الحسيني".
ويتابع "أسواقنا اليوم مفتوحة، ويصل إلينا الياقوت من الهند وأفريقيا، وأقدم حجر في العراق منشأه سيلان، وهناك أيضاً حجر الأوبال، وهو نوعان: هندي وأسترالي، وجميع الأحجار الكريمة الموجودة في العالم تجدها اليوم في العراق".
وأضاف الحسيني أن للأحجار تأثيرا معنوياً على حياة الإنسان، "منها حجر الياقوت الذي يعمل على تنظيم ضربات القلب، وأحجار للراحة النفسية كحجر الزمرد، والحجر الرضوي الذي يستخدم ضد الحسد".
وفي السياق نفسه، قال بائع الأحجار الكريمة، علي رحيم، إن "لكل حجر خصوصية وقيمة تختلف عن الآخر، ويبقى العقيق اليماني الأكثر رواجاً، وبحلول أيام الانتخابات تزيد فرص البيع، فكثير من السياسيين والمسؤولين والضباط والشخصيات المهمة تؤمن بقيمة الأحجار، ويبحثون عن كل ما هو نادر ونفيس من الأحجار الروحانية للوجاهة، أو لافتراض أنها تجلب لهم المحبة والقبول، ما يمنح تلك الأحجار قيمة كبيرة وأسعارا باهظة".
وقال خبير الأحجار الكريمة، سامر الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن العراق اليوم بحاجة إلى وجود سيطرة نوعية للحفاظ على جودة النفيس من الأحجار، والحد من الغش، ليتضح للمستهلك الحجر الكريم من غيره.