وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر لـ"العربي الجديد"، أن الخطة المتبعة من قبل السلطات الصحية والحكومية نجحت في الحد من تصاعد الأعداد، وهناك تطبيق تام لتعليمات منظمة الصحة العالمية وتوصياتها، وبغداد على تواصل مباشر معها في ما يتعلق بالوباء.
وقال الدكتور محمد الحسني، وهو مستشار في خلية الأزمة الحكومية ببغداد لـ"العربي الجديد"، إن غالبية الحالات المصابة بوباء كورونا في حالة مستقرة، والكوادر الطبية والصحية تتعامل بحرفية أكبر الآن مما كانت عليه في الأيام الأولى للوباء.
وأكد أن عدد حالات التعافي من المرض ارتفعت إلى 75 حالة في عموم مدن العراق، إذ أُجريَت فحوصات جديدة تبين تعافي 13 مصاباً موزعين في مستشفيات عدة ببغداد، والسليمانية والبصرة والنجف، ونتوقع تضاعف عدد حالات الشفاء في الأيام المقبلة، إذ إن كثيراً من المصابين بحالة مستقرة وتحسن مستمر.
وأوضح أنّ حالات الوفيات التي سُجِّلَت، وعددها 27 أغلبها يعود إلى تأخر المصاب في التوجه إلى المستشفيات، ومع ذلك حاربت الكوادر الطبية لإنقاذهم بالمتاح، بما فيها أجهزة الإنعاش والتنفس الصناعي ومضادات وأدوية تعزيز نظام المناعة.
ولفت إلى أن مجمل الإصابات قد يستمر بالتغير كل يوم، لكن يبقى ضمن المعدل الطبيعي، وهناك سيطرة عراقية على الوباء، وستستمر إذا ما لازم العراقيون بيوتهم لأسبوعين فقط، لا أكثر.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، لـ"العربي الجديد"، إن جميع الإجراءات المتبعة اتُّخذَت حسب المعايير الدولية وبالتشاور مع منظمة الصحة العالمية وخبراء محليين ودوليين.
وأكد البدر أن "الوضع نسبياً في العراق أفضل بكثير من دول العالم"، مشيراً إلى "أهمية التزام المواطنين قرارات وزارات الصحة، وهذا ما لاحظناه في اليومين الأخيرين، لكننا نحتاج إلى تأكيد أكثر على التطبيق الحرفي لكافة القرارات على الأقل خلال فترة أسبوعين، وبعدها يحدث انحسار للفيروس".
وأضاف: "نعتقد أننا نجحنا في الحد من احتواء الإصابات، وكان التحدي الكبير في البداية هو موضوع نقل العراقيين من الخارج إلى العراق، قبل ظهور الإصابات في العراق، ومن ثم حماية الحدود من دخول الفيروس، وبعد أن أصبحت لدينا حالات التحدي هو منع الانتشار من الاختلاط والملامسة للأشخاص المصابين مع الأشخاص الأصحاء، ونجحنا في تقليل الأعداد إلى حد ما، لكن لم نمنعه نهائياً، لأن هذا الشيء صعب في مجتمع مثل مجتمعنا".
وتابع: "نحن الآن مسيطرون على الموقف حالياً، نستطيع التعامل علاجياً مع هذه الإصابات".
وكانت وزارة الصحة العراقية قد أعلنت مساء أمس الثلاثاء تشخيص 50 إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد في عموم مدن البلاد، موزعة بين بغداد ونينوى والبصرة وديالى والنجف وكربلاء والسليمانية وأربيل ودهوك ليرتفع العدد إلى 316 إصابة، بينما سجل وفاة أربعة مصابين ليكون عدد ضحايا الوباء 27، فيما سُجل شفاء عدة حالات ليرتفع العدد إلى 75 حالة شفاء.
آمنة أحمد (36 عاماً) تؤكد عودة زوجها إلى المنزل بخير بعد فراق قرابة شهرين، مُنعت فيه من رؤيته.
وتضيف لـ"العربي الجديد"، من دارها في حيّ الزعفرانية ببغداد، أن زوجها كان أكثر وعياً من غيره، إذ توجه بعد عودته من إيران في رحلة تجارة مع صديق له إلى المستشفى قبل أن يدخل البيت، وتبين أنه حامل فعلاً للمرض، وحُجر عليه، ونُقل للعلاج لمدة شهر، فكانت مدة غيابه شهراً في إيران وآخر في المستشفى، لكنه حمى أفراد أسرته من المرض ولم ينقله إليهم.
Facebook Post |
وأكدت أن زوجها الآن في المنزل لا يريد الخروج رغم تعافيه التام التزاماً بمقررات خلية الأزمة الحكومية، وحيويته وصحته ممتازتان.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع فيديو صور لاحتفالات ونحر خراف على أبواب المستشفيات أقامها ذوو متعافين من المرض لحظة خروجهم من مستشفيات في بغداد ومدن أخرى عدة بالبلاد.
Facebook Post |
ووفقاً للدكتور علي السراي من دائرة صحة الكرخ في بغداد، فإن مثل هذه الاحتفالات، رغم أنها تجري في حرم مستشفيات يجب أن تبقى بجو رسمي وهادئ، لكنها الآن مرغوبة، بل مرحب بها، لكونها تعطي أملاً كبيراً وتفاؤلاً للمرضى الذين يراقبون من نوافذ غرفهم تعافي حالات مماثلة لحالتهم".
Facebook Post |
ويضيف لـ"العربي الجديد" أن "المرض يتمكن من أصحاب الهمم الضعيفة أو الذين تنخفض معنوياتهم ويستسلمون نفسياً له. لذا، من المهم إشاعة روح التفاؤل والتحدي، فالبشرية كلها أمام معركة يجب أن تنتصر فيها"، وفقاً للسراي.
Facebook Post |