وسلّمت سلطات الاحتلال جثمان سلام، مساء الأربعاء، بعد احتجازه منذ استشهاده برصاص قوات الاحتلال في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، على حاجز عسكري مخيم شعفاط شمال القدس، بحجة محاولته طعن أحد حراس الأمن الإسرائيليين العاملين على الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، وهو ما نفته العائلة حينها وقالت إنّ "محمد يعاني من فشل كلوي".
واشترطت سلطات الاحتلال من أجل تسليم وتشييع جثمان سلام، ألاّ يتم تشييعه إلّا بعد الساعة الرابعة عصراً (بالتوقيت المحلي) وفي حال تم الإخلال بالشرط فإنّها ستعرقل تسليم جثمان الشهيد حسين أبو غوش من مخيم قلنديا شمال القدس، الذي استشهد قبل نحو أسبوع، والذي سيجري تسليم جثمانه بعد جثمان محمد. فوافقت عائلة سلام على هذا الشرط حرصاً منها على تسليم جثمان الشهيد حسين، وفق ما قال عبد الله علقم، خال الطفل سلام لـ"العربي الجديد".
وحاولت سلطات الاحتلال الاشتراط على عائلة سلام ألاّ يشارك في التشييع أكثر من 25 شخصاً، وأن يدفن ليلاً في مقبرة باب الزاهرة في مدينة القدس المحتلة، أو دفع مبلغ 20 ألف شيقل (5187 دولاراً أميركياً). لكنّ العائلة رفضت، وأصرّت على أن يشيع محمد بما يليق بمكانة الشهيد وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، كما أشار خاله.
وقبل أن ينطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الطفل سلام من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، إلى بلدة بير نبالا من أجل إلقاء نظرة الوداع عليه من قبل عائلته ومواراته الثرى، وثّقت النيابة العامة الفلسطينية في رام الله، جريمة الاحتلال بحق محمد والتحقيق بظروف استشهاده، فقد أصيب برصاصة في البطن، وترك عمداً ملقى على الأرض ينزف حتى استشهد، لينقل بعدها إلى ثلاجات الاحتلال.
وفي بلدة بيت نبالا ودعت عائلة الشهيد سلام طفلها، ثم نقل إلى أحد مساجد البلدة وصليت عليه صلاة الجنازة. وشيّع جثمانه في تمام الساعة الرابعة عصراً، بمشاركة شعبية وفصائلية. ثم جابت مسيرة شوارع بير نبالا، ورفع المشاركون في التشييع الأعلام الفلسطينية وأعلام الفصائل الوطنية وسط هتافات تمجد الشهيد وتندد بجرائم الاحتلال، إلى أن تمت مواراته الثرى في مقبرة البلدة.