وقدرت منظمة "يونيسف" أعداد المتضررين من انقطاع المياه بـ1.8 مليون شخص، محذرة من التأثير الخطير على صحة الأطفال باعتبارهم المتضرر الأكبر، خاصة أن أعداداً كبيرة منهم تتحمل أعباء حمل المياه من الآبار إلى البيوت.
وتشكل الآبار السطحية ونقاط التوزيع التي جهزتها منظمة الصليب الأحمر على مدى السنوات الماضية، المصدر الوحيد للمياه بالنسبة لأهالي المدينة، ويوضح حسام، وهو مواطن من حلب، أن "الأهالي تتزاحم في طوابير على صنابير الشوارع للحصول على ما أمكن من المياه"، مضيفاً أنه "مهما عبأت منها وحملت إلى البيت. غالون أو عشرة، لن تكفي الاحتياجات من تنظيف وغسيل وشرب. باتت حياتنا لا تطاق".
بدوره، يشتكي أبو محمد، الذي يعيش في حي الجميلية بمدينة حلب، أن "تأمين المياه بات الهم اليومي، رغم أننا نشتري المياه بالمال. أصحاب الصهاريج يحتاجون واسطة ليستجيبوا لطلبنا، حتى في شراء المياه صار خيار وفقوس، رأيت صاحب صهريج يعبئ المياه لخزان جاري، لكنه لا يبيعني المياه لأن ما لديه محجوز لغيري، لا أعتقد أن أحداً في العالم يعيش بهذه الطريقة".
الوضع ليس أفضل في العاصمة دمشق، والتي تتصدر فيها مشكلة انقطاع الكهرباء هموم الناس، إذ وصلت ساعات الانقطاع لـ20 ساعة يومياً، وهو ما تطلق عليه وزارة الكهرباء في حكومة النظام نظام "التقنين"، وترجعه إلى انخفاض كميات الوقود التي تغذي محطات توليد الكهرباء إلى 30 في المائة.
ويشتكي عمر، وهو طالب جامعي، قائلاً "حتى انقطاع الكهرباء ليس عادلاً في بلادنا، البناء المقابل لنا تنقطع الكهرباء عنه ساعتين كل أربع ساعات، بينما نحن لا تصلنا الكهرباء أكثر من 3 ساعات في اليوم، أما حي المالكي الراقي فالأزمة لا تصل إليه أبداً ويتمتع بالكهرباء على مدار الساعة، وفوق كل هذا تصلنا فواتير كهرباء خيالية".
ويترافق انقطاع الكهرباء مع شح الوقود ما يسبب أزمة نقل عامة، تقول كفاح صخر، التي تعيش في دمشق: "لم نعد نصدق ما يقال. كله كذب واستغلال وتعذيب للناس، أنا موظفة عمري 48 سنة، وراتبي أقل من مائة دولار، لم يدخل بيتي مازوت هذا الشتاء، أمشي إلى عملي يومياً ساعة ونصف ساعة، لأني لم أعد أستطيع أن أدفع أجرة السرفيس، كنا بلا ماء والآن بلا كهرباء، حتى العمل شبه معطل، ليس هناك جهاز كمبيوتر أو طابعة تعمل، كل شيء معطل أو متوقف أو مؤجل ولا ندري إلى متى".