علامات من الرضا ظهرت على وجه برهوم (40 عاماً)، عقب تسلمه معونة غذائية، ضمن مشروع "مطاعم الفقراء"، التي تنفذها حملة الوفاء الأوروبية، بالشراكة مع عدد من الجمعيات المحلية في القطاع، والقائم على تقديم وجبات غذائية يومياً لعشرات الأسر المحتاجة.
وقال برهوم لـ"العربي الجديد": "أصبحت عاطلاً من العمل منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، ولجأت نحو أعمال البناء، لكن القطاع أصيب لاحقاً بالشلل إثر الحصار، لتتفاقم المصاعب عليّ في ظل الاحتياجات والمتطلبات الأساسية لأولادي، والتي أوفر بعضها من خلال المساعدات التي أتلقاها من المؤسسات الخيرية".
من جانبه، قال منسق الحملة في غزة، هاني حبيب لـ"العربي الجديد"، إنّ مشروع مطاعم الفقراء جاء للحدّ من الصعوبات التي يواجهها سكان القطاع، على صعيد الوضع الاقتصادي المتدهور، وللتخفيف من الفقر المدقع والبطالة، اللذين يهددان السلم والأمن الاجتماعي، وكذلك للمساهمة في توفير أمن غذائي للسكان.
وقال حبيب إن المبادرة الخيرية تقوم على تقديم 500 وجبة غذائية وصحية للفقراء والمحتاجين، وفق كشوفات متوفرة لدى الجمعيات المتعاونة، ومن خلال عقد اتفاقيات مع مجموعة من المطاعم، موزعة على مختلف مناطق القطاع، والتي يقصدها المستفيد لصرف كوبون له، وفق جدول زمني معين، تشرف عليه الحملة.
وأشار منسّق الحملة في غزة، إلى أن دوافع إطلاق المشروع، تتمثل باشتداد وطأة الحصار وسوء الأوضاع الاقتصادية لاسيما بعد العدوان الأخير على القطاع، وارتفاع معدلات الفقر وزيادة نسبة البطالة وعدم توفر فرص عمل، إلى جانب حدوث مضاعفات صحية عند بعض السكان كفقر الدم والأنيميا نتيجة سوء التغذية.
وانطلقت حملة مطاعم الفقراء، مع مطلع شهر فبراير/شباط الماضي، وتستمر كمرحلة أولى تجريبية لنهاية الشهر الجاري، وبناء على النتائج النهائية ستقرر آلية توسيع الحملة وتطويرها في المستقبل.
بدوره، قال رئيس حملة الوفاء الأوروبية أمين أبو راشد لـ"العربي الجديد"، عبر الهاتف، إن "فكرة مطاعم الفقراء المقامة حالياً في محافظات غزة، تولدت من رحم معاناة سكان القطاع التي تفاقمت خلال سنوات الحصار، وزادها سوءاً ومأساوية العدوان الإسرائيلي الأخير، فتضخمت الأعباء على كاهلهم".
وأضاف أبو راشد، أنّ حملة الوفاء قررت أنّ تتحمل جزءاً من الأعباء، عبر توفير الغذاء بالتعاون مع عدة جمعيات تتعاقد مع مطاعم في نطاقات تواجدها بالقطاع، وتقيّم الجمعية الحالات وتعطي العائلة "كوبون"، لتصرفه من المطعم الأقرب لها حسب الكمية المقدرة، وذلك بتمويل من الحملة.
ولفت أبو راشد، إلى أنّ الفكرة الخيرية تنفّذ في عدة بلدان أخرى ولكن بطرق مختلفة، كالوجبات الساخنة التي تقدم للاجئين الفلسطينيين في مخيمات سورية، ومطبخ الوفاء الذي أنشىئ في قبرص للاجئين الفلسطينيين الذين كفّت الحكومة يدها عن إطعامهم.
يشار إلى أن حملة الوفاء الأوروبية، هي نتاج تعاون وتنسيق مجموعة من المؤسسات الإغاثية في القارة الأوروبية، ذات الجذور الفلسطينية، يجمعها هدف واحد هو المساهمة في رفع المعاناة عن الفلسطينيين، عبر سلسلة من القوافل الإغاثية والمشاريع الخيرية التي تستهدفهم أينما تواجدوا في داخل فلسطين أو خارجها.
اقرأ أيضاً:"جدودنا".. إنعاش حياة مسنّي غزة