هي أيام قليلة تلك التي تفصلنا عن بداية العام الجديد... 2019. عام مقبل نحمّله الكثير، تماماً كما جرت العادة. ونرسمه في خيالنا، استثنائياً. لن نقرّ، حتى لأنفسنا، بأنّ الأمر مجرّد وهمٍ يتكرّر في مثل هذه الأيّام من كلّ عام، ونرغب بشدّة في تحقّقه. هي رغبة أو تطلّع أو مشتهى أو أمنية أو توق... سمّها ما شئت. ونحلم باستثنائيّة ما، نقنع أنفسنا بأنّنا مستحقّوها.
يوشك عام 2018 أن يدرك خاتمته. لم يكن بالنسبة إلى كثيرين منّا استثنائيّاً كما اشتهيناه عند اختتام عام 2017. ونأمل في ذلك المقبل. بعيداً عن أحلامنا وآمالنا وشوقنا وترقّبنا، يدنو عام 2019 محمّلاً بمهمّة كبرى للمعمورة جمعاء. هو أُدرج في روزنامة "السنين العالميّة" للأمم المتحدة سنة عالميّة للغات الشعوب الأصليّة. من يدرك ذلك؟ سؤال لسنا في وارد الإجابة عنه هنا. ويبقى عنوان تلك "السنة العالميّة" الأكثر أهميّة.
في التاسع من أغسطس/آب من كلّ عام، تحتفي الأمم المتحدة باليوم العالميّ للشعوب الأصليّة، غير أنّ ذلك لم يَعُد يكفي، بحسب ما يبدو جليّاً. تلك الشعوب مهدّدة، وبالتالي ثقافة كلّ واحد منها بكلّ أوجهها. من هنا، سمّى القائمون على الروزنامة الأمميّة 2019 عاماً للغات تلك الشعوب المهدّدة بالانقراض. ويشدّد هؤلاء على أنّ اللغات تؤدّي دوراً حيويّاً وحاسماً في حياة الناس اليوميّة، ليس فقط كأداة للتواصل والتعليم والاندماج المجتمعيّ والتنمية، إنّما كحاصل للهويّة الفريدة الخاصة بكلّ شخص ولتاريخه الثقافيّ ولعاداته وتقاليده وذاكرته. لكن، على الرغم من قيمتها الثمينة، فإنّ تلك اللغات ماضية في الانقراض. وهو ما يُعَدّ مؤشّراً مقلقاً خطراً.
اقــرأ أيضاً
في المعمورة، ثمّة ألفَان و680 لغة مهدّدة من بين نحو سبعة آلاف لغة محكيّة، معظمها من لغات الشعوب الأصليّة. أمّا تعداد الشعوب الأصليّة، فيصل إلى نحو 370 مليون نسمة، تنقسم في خمسة آلاف ثقافة أصليّة وتعيش في مجتمعات تتوزّع في تسعين بلداً. بعضنا، استناداً إلى عمليّة حسابيّة بسيطة، قد يلفت إلى أنّ هؤلاء "الأصليّين" لا يمثّلون خمسة في المائة من البشر الذين يأهلون كوكبنا، بالتالي لا حاجة إلى كلّ تلك "الجلبة". ويؤكّد ذلك البعض - هو ليس قليلاً - أنّ "التقوقع" يستحيل اليوم، وأنّ التمسّك باللغات الأصليّة يعني نبذ "العالم الجديد" والتطوّر، في حين يشدّد على ضرورة تسليط الضوء على "حقوقنا نحن". نحن الذين نحاول محاكاة العالميّة، وإن استلزم ذلك التخلّي عن لغة وعادات وتقاليد وذاكرة... عن هويّة.
ونتنكّر لأصالة كانت لنا بحجّة مواكبة العصر، غير أنّنا نجد أنفسنا متذمّرين من انتهاك حقوق لنا في أحيان كثيرة. مهلاً... من نحن لنطالب بحقوق أو أخرى؟ بكَم تُقدَّر نسبتنا على الخارطة العالميّة؟ ما هو موقعنا؟ وهويّتنا؟ ولغتنا الأصليّة؟
يوشك عام 2018 أن يدرك خاتمته. لم يكن بالنسبة إلى كثيرين منّا استثنائيّاً كما اشتهيناه عند اختتام عام 2017. ونأمل في ذلك المقبل. بعيداً عن أحلامنا وآمالنا وشوقنا وترقّبنا، يدنو عام 2019 محمّلاً بمهمّة كبرى للمعمورة جمعاء. هو أُدرج في روزنامة "السنين العالميّة" للأمم المتحدة سنة عالميّة للغات الشعوب الأصليّة. من يدرك ذلك؟ سؤال لسنا في وارد الإجابة عنه هنا. ويبقى عنوان تلك "السنة العالميّة" الأكثر أهميّة.
في التاسع من أغسطس/آب من كلّ عام، تحتفي الأمم المتحدة باليوم العالميّ للشعوب الأصليّة، غير أنّ ذلك لم يَعُد يكفي، بحسب ما يبدو جليّاً. تلك الشعوب مهدّدة، وبالتالي ثقافة كلّ واحد منها بكلّ أوجهها. من هنا، سمّى القائمون على الروزنامة الأمميّة 2019 عاماً للغات تلك الشعوب المهدّدة بالانقراض. ويشدّد هؤلاء على أنّ اللغات تؤدّي دوراً حيويّاً وحاسماً في حياة الناس اليوميّة، ليس فقط كأداة للتواصل والتعليم والاندماج المجتمعيّ والتنمية، إنّما كحاصل للهويّة الفريدة الخاصة بكلّ شخص ولتاريخه الثقافيّ ولعاداته وتقاليده وذاكرته. لكن، على الرغم من قيمتها الثمينة، فإنّ تلك اللغات ماضية في الانقراض. وهو ما يُعَدّ مؤشّراً مقلقاً خطراً.
في المعمورة، ثمّة ألفَان و680 لغة مهدّدة من بين نحو سبعة آلاف لغة محكيّة، معظمها من لغات الشعوب الأصليّة. أمّا تعداد الشعوب الأصليّة، فيصل إلى نحو 370 مليون نسمة، تنقسم في خمسة آلاف ثقافة أصليّة وتعيش في مجتمعات تتوزّع في تسعين بلداً. بعضنا، استناداً إلى عمليّة حسابيّة بسيطة، قد يلفت إلى أنّ هؤلاء "الأصليّين" لا يمثّلون خمسة في المائة من البشر الذين يأهلون كوكبنا، بالتالي لا حاجة إلى كلّ تلك "الجلبة". ويؤكّد ذلك البعض - هو ليس قليلاً - أنّ "التقوقع" يستحيل اليوم، وأنّ التمسّك باللغات الأصليّة يعني نبذ "العالم الجديد" والتطوّر، في حين يشدّد على ضرورة تسليط الضوء على "حقوقنا نحن". نحن الذين نحاول محاكاة العالميّة، وإن استلزم ذلك التخلّي عن لغة وعادات وتقاليد وذاكرة... عن هويّة.
ونتنكّر لأصالة كانت لنا بحجّة مواكبة العصر، غير أنّنا نجد أنفسنا متذمّرين من انتهاك حقوق لنا في أحيان كثيرة. مهلاً... من نحن لنطالب بحقوق أو أخرى؟ بكَم تُقدَّر نسبتنا على الخارطة العالميّة؟ ما هو موقعنا؟ وهويّتنا؟ ولغتنا الأصليّة؟