كشفت ثلاث نقابات لعمال التربية في الجزائر عن قبولها دور الوساطة بين وزارة التربية ونقابة الأساتذة المتعاقدين المحتجين، لإيجاد مخرج للأزمة بعد إضراب عن الطعام بدأه آلاف المعتصمين منذ ثلاثة أسابيع بميدان "الصمود" بمنطقة بودواو (25 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية).
وأعلنت النقابات وهي نقابة مجلس الأساتذة بالثانويات الجزائرية (الكلا) ونقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس (الكنابيست) ونقابة الوطنية لعمال التربية (الاسنتيو) قبول الوساطة بهدف تهدئة الوضع وتفادي أي انزلاق محتمل، خصوصاً وأن الأوضاع الصحية لعشرات الأساتذة تدهورت.
وأضافت النقابات الثلاث في مؤتمر صحافي عقدته ليلة أمس أمام ساحة "الصمود"، أن قبول هذه المهمة راجع إلى حالة الانسداد وعدم الوصول إلى حل بين الجانبين، معتبرين أن المهمة "النبيلة" ووساطة النقابات الثلاث تصب في خدمة مصلحة الأستاذ الجزائري والمدرسة الجزائرية، وإخراج المدرسة من حالة الشلل بعد إضراب دام أكثر من 22 يوماً.
كما تضامنت النقابات الثلاث للتربية مع المضربين، وأعلنت يوم الأربعاء الماضي يوماً بلا دراسة تسبب في شلل تام عبر مختلف مؤسسات التربية عبر الجمهورية.
ويُشار إلى أن الأمن الجزائري أقدم على تطويق مكان الاعتصام، خصوصاً وأن وزيرة التربية رفضت حل الإدماج المباشر لأكثر من 25 ألف أستاذ متعاقد، وطالبت بإشراكهم في مسابقة التوظيف المقررة نهاية الشهر الجاري.
وللمرة الأولى يشهد قطاع التربية في الجزائر إضراب "الأمعاء الخاوية" بعد مسيرة السير على الأقدام من ولاية بجاية 270 كيلومتراً نحو العاصمة الجزائرية، إلا أن قوات الأمن منعتهم من دخول العاصمة، حيث واصلوا احتجاجهم.
ومن جهتها، جددت وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط دعوتها المحتجين إلى اجتياز مسابقة التوظيف في قطاع التربية المقررة في 30 أبريل/نيسان الجاري من أجل توظيف 28 ألف أستاذ، مع الأخذ بعين الاعتبار خبرتهم وتجربتهم رافضة مطالب المحتجين بـ"الإدماج المباشر".