الباحث في المركز الكاتب صقر أبو فخر، اعتبر أن "افتتاح المكتبة في عز تراجع الحركة الثقافية في لبنان يأتي كنوع من معاندة الواقع الثقافي اللبناني الصعب".
وأكد أبو فخر في حديثه إلى "العربي الجديد" أن "تكريس دور بيروت الثقافي يشكل أولويّة للمركز، خصوصاً وأن افتتاح المكتبة يأتي في منطقة الصيفي التي ترتكز نشاطاتها على الأعمال والتجارة فقط".
خلال تجوّالنا معه بين طابقي المكتبة، تطرّق أبو فخر، إلى تنوّع الخدمات الثقافية التي ستقدّمها للقارئ اللبناني، "فهي تجمع بين المقهى الثقافي الهادئ واللطيف، وبين مكتبة تقدم للقراء مجموعة متنوّعة من الإصدارات اللبنانية والعربية. كما ستستضيف حفلات توقيع الكتب وندوات".
من جهته، يؤكد المدير العام لـ "الشبكة العربية للأبحاث والنشر"، نواف القديمي، على أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية في العالم العربي لدعم القراءة. ويشير القديمي لـ"العربي الجديد" إلى "تغطية المكتبة لإصدارات من مُختلف الدول العربية إلى جانب الكتاب اللبناني المتوافر في المكتبات اللبنانية".
ولدى حديثه في الافتتاح، أشار مدير المركز في بيروت الباحث خالد زيادة، إلى أن "الإصرار على افتتاح هذه المكتبة هو جزء من الإصرار على إحياء الثقافة العربية، ليبقى الكتاب حاضناً للفكر والمعروفة والدراسة والأبحاث".
تضمّ المكتبة مئات الكتب في حقول مختلفة كالفلسفة وعلم اجتماع والسياسة والفلسفة السياسية. كما أنها لن تقتصر فقط على إصدارات المركز والشبكة. وتشمل قائمة الإصدارات العربية الموجود في المكتبة عناوين من سورية ومصر والعراق والأردن وتونس والجزائر والمغرب ودول الخليج العربي.
أما نوعية الإصدارات التي تسعى إدارة المكتبة إلى توفيرها، فهي إصدرات فكرية من دور نشر عربية مختلفة، لا سيما الكتب النادرة التي لا تتوفر عليها المكتبات المنتشرة في بيروت أو قلما يمكن العثور عليها في لبنان، وفقاً لما صرّحت به منسقة قسم التوزيع في المركز زينة فرغل في حديث إلى "العربي الجديد".
تتكوّن المكتبة من طابقين، ورغم أنها لا تتيح الاستعارة فهي مخصصة لبيع الكتب، لكنها تتيح المجال لمن يرغب في الجلوس والقراءة في كتبها وتناول فنجان قهوة، عبر ركن صغير مخصّص لهذا الغرض.
من جهة أخرى، تسعى المكتبة للعب دور إضافي من خلال نيتها تنظيم أنشطة ثقافية وندوات وجلسات فكرية في المستقبل القريب.
المستفيدون من هذه المكتبة، إلى جانب القرّاء العاديين هم هواة الكتب الفكرية، الطلاب والباحثون في حقول أكاديمية مختلفة، حيث تعتزم المكتبة أن تكون ملاذاً للباحث عن مراجع عربية أساسية.
وعن سهولة العثور على الكتب وآلية التصنيف، تؤكد فرغل أن طريقة التصنيف سهلة للغاية، وأن بإمكان الباحث أن يجد ما يريد بسهولة تامة، لكن المكتبة ليست مزوّدة بعد في هذه المرحلة، بخدمات تكنولوجية.
تكتسب المكتبة أهمية إضافية لتوفيرها مكاناً يساعد الباحث والقارئ على العثور على مراجع وكتب فكرية أساسية في الثقافة العربية في مكان واحد، خارج إطار المكتبات الجامعية المغلقة في لبنان.