ليس المُنتظر من تظاهرة ثقافية بحجم "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" تلك الأنشطة التي يمكن أن تشهدها أي مدينة أخرى، كالعروض السينمائية أو الموسيقية أو المعارض التشكيلية، وإنما مشاريع أكثر رسوخاً وتواصلاً تترك أثراً عند نهاية التظاهرة في آذار/ مارس من العام المقبل.
في هذا الإطار، جرى الإعلان مؤخّراً عن مشروع "دار الصورة" الذي سيُفتتح في الرابع من الشهر المقبل، وهو - كما أعلن المكلّف بالإشراف عليه، منعم النيفر، الجمعة الماضي - يقدّم رؤية تحاول مضاعفة فرص العرض للمحترفين والهواة، من خلال المعارض والإقامات والورشات، كما يعمل على تجميع الكتب التي تناولت الصورة بالتحليل والتأريخ بهدف إعداد مكتبة للصورة. وقد جرى تخصيص "دار كمّون" في المدينة القديمة لاحتضان هذا المشروع.
إضافة إلى الصورة الفوتوغرافية، سيهتمّ المشروع بالصورة السينمائية حيث قدّم القائمون عليه برنامجاً أوّلياً لعروض وفعاليات سينمائية مثل ورشة السيناريو وورشة كتابة الفيلم الوثائقي.
لعلّنا من خلال هذه البرمجة لا نقف على جديد، فما تعد به "دار الصورة" لا يزال يراوح في نفس المكان الذي تقف فيه مجمل المؤسسات الثقافية. المفارقة الأكبر أن لجنة تنظيم "صفاقس عاصمة الثقافة العربية" وضعت له تاريخ انتهاء في 11 كانون الثاني/ يناير 2017، وكأنه ليس سوى فعالية مطوّلة.