تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن انشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "لا يجب أن نقرأ من أجل القراءة فحسب، القراءة نفعيّةٌ بالضرورة" يقول الكتب التونسي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- كل من يقتحم مغامرة الكتابة يفعل ذلك من خلال تصوّر خاص لها، أي أنها تتضمّن توقاً إلى تطويرها وتبيئتها بحسب العصر الذي نعيش فيه. خوض هذه المغامرة ينبغي أن يُراعي تغيّر الإشكاليات من زمن إلى آخر وهو ما يُنتج الكتابة الجديدة.
■ هل تشعر بأنك من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟
- بحكم العمر، نحن كجيل لسنا في موقع يخوّلنا أن نقول بكوننا نمثّل فئة لها خصوصياتها في المشهد الأدبي أو الفكري، حيث يقتضي ذلك اكتمال الصورة العامة لمنجز هذا الجيل ومن ثم مقارنته بأجيال أخرى. الجيل الذي أنتمي إليه من منظور السن قد تكون له ميزة كونه بدأ من محاولة تعبير كل كاتب عن نفسه وحاضره من دون الاعتقاد أنه من الضروري الإجابة عن الأسئلة الكبرى لثقافتنا منذ البداية.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- عموماً هي علاقة ودية، بُنيت أساساً عبر معرفة الكتّاب الأكبر سناً من خلال أعمالهم.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- بصراحة، أشعر بأن البيئة الثقافية في تونس خاملة، فرص التطوّر ضمنها ضئيلة. حتى على مستوى القراءة، لا يمكن أن يغذّي القارئ معارفه الأدبية والفكرية لو اقتصر على الإنتاج المحلّي، ولهذا السبب أنا قليل القراءة للكتّاب التونسيين، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على مجمل علاقتي بالبيئة الثقافية، ناهيك عن شعوري بتكرار الأفكار وزوايا التناول، على الرغم من أن تونس بعد الثورة قد شهدت انفجاراً على صعيد المواضيع المطروحة، كثير منها مما كان مسكوتاً عنه قبل 2011، غير أن التناول ليس بحجم الحرية المتاحة، ولا ينفي ذلك أنني أعثر من حين إلى آخر على كتب تقدّم لي إضافة حقيقية.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- كتابي الأول كان بعنوان "تونس في الساعة الواحدة بعد الزوال" وقد صدر عن "دار الثقافية للنشر" في مدينة المنستير في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 ولم أتجاوز الـ26 من عمري. الكتاب ينطلق من تساؤل حول أسباب تراجعنا الحضاري في تونس، من خلال قراءة في تاريخنا من العصر القرطاجي إلى زمننا. لم أتقيّد في هذا العمل بمقاربة علمية، فهو يمزج بين السياسي والثقافي والسوسيولوجي.
■ أين تنشر؟
- كما ذكرتُ كانت تجربتي الأولى في تونس. كبداية، اخترت النشر هنا بهدف الوصول إلى من يشاطرني بعض الأفكار التي طرحتها، وهؤلاء هم في الغالب من أبناء جيلي. مستقبلاً، أودّ النشر خارج تونس، وهو قرار ينبع من تجربة التعامل مع دور نشر تونسية اقترحتُ عليها مؤلفات غير أني وجدت شروطها مجحفة في حق الكاتب.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية وعشوائية؟
- لا يجب أن نقرأ من أجل القراءة ولا يجب أن نكتب من أجل الكتابة. بالنسبة لي القراءة نفعية بالضرورة.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- إصداري القادم سيكون رواية. ربما تصدر هذا الصيف. أتمنى أن تكون جاهزة في الموعد.
بطاقة
كاتب تونسي من مواليد زاوية سوسة سنة 1992. درس الصحافة والتنشيط الإذاعي، وصدر له في 2018 كتاب "تونس في الساعة الواحدة زوالاً" عن "دار الثقافية للنشر".