تبدو الأوركسترا الروسية في تدمر كما لو أنها الفصل الأخير من مسرحية ركيكة بدأت مع تسليم النظام المدينة لداعش على طبق من فضة مطلع 2015. المسرحية ركيكة وتشبه الدور الروسي الدموي في سورية أكثر من أي شيء آخر.
منذ البداية، يكرر الاختصاصيون الرصينون ألّا مصلحة استراتيجية جديّة لروسيا في سورية. يقرأ هؤلاء سياسة بوتين السورية بوصفها استعراضاً دولياً موجّهاً نحو الداخل الروسي.
بالطبع، لا يمكن اعتبار النظام الروسي ديمقراطياً مع التنكيل المنهجي بالمعارضين وغياب الحريات الإعلامية، لكنه من النوع الذي لا يمكن أن يستمر بلا قاعدة شعبية. يظهر ذلك مثلاً في فضائح الغش في الانتخابات الروسية التي تتداولها وسائل الإعلام الغربية عند كل استحقاق، ما يفترض هامشاً من حرية الاقتراع.
منذ البداية، وجد بوتين في النفاق الأميركي حول سورية فرصة ذهبية، فالفيتوات الروسية تعطي الغرب بزعامة أميركا الحجّة للتخلي عن السوريين، في حين تتيح لبوتين الادّعاء أمام الروس بأنه كسر الإرادة الدولية.
ليست البروباغاندا الروسية وسيلة للتغطية على أهداف الحملة الروسية الفعلية في سورية، بل هي الهدف الرئيسي من هذه الحملة. مسرحية تدمر ركيكة، لكنها تشرح السياسة الروسية أكثر من إسهال التحليلات الجيواستراتيجية الذي ينتج عن تناول المنتوجات الفاسدة في الثقافة الصحافية الغربية.