في ترجمة أنجزها الباحث والأكاديمي العراقي كريم الجاف، صدر كتاب "الهوية والاختلاف" للفيلسوف الألماني مارتن هيدغر عن "دار شهريار" في بغداد.
يتكوّن الكتاب من مقالتَين كتبهما هيدغر؛ الأولى حول مبدأ الهوية، وهي النص الذي لم يتغير لمحاضرة ألقاها بمناسبة الذكرى 500 لتأسيس "جامعة فرايبورغ" عام 1957، وهي مقالة أساسية لفهم عدد من الموضوعات في المقالة الثانية.
يناقش هيدغر في مقالته مبدأ الهوية، الذي يرى معظم الناس أنه المبدأ الأساسي للمنطق، وفي نظر الكاتب فإن ما لا يدركه معظم الناس هو أن هذا المبدأ هو في المقام الأول من حيث الأهمية ومن حيث النظام الزمني مبدأ الوجود.
يلاحظ هيدغر، مثلاً، أن التصوير التقليدي للمبدأ (A = A)، يميل إلى التسبب في الارتباك لأنه عندما تعني "المساواة" مصطلحين، تشير "الهوية" إلى مصطلح واحد فقط. على هذا النحو يقترح أن يتم تصوير مبدأ الهوية بشكل أفضل على أنه (A is A) لمناقشة الهوية حقًا بدلاً من المساواة.
يخبرنا هيدجر أن الإنسان لا يمكن أن يكون حاضراً إلا من خلال الإنسان، ولكن الإنسان، من خلال تقاليد الفلسفة الغربية قد نسي وجوده، الذي سقط في غياهب النسيان. إن نسيان الكينونة هذا هو ما أوجد العالم التكنولوجي الحديث الذي يكون فيه تخطيط وتنظيم الكائنات أكثر أهمية في جلب الوجود.
المقالة الثانية، ورغم أنها لا تعتمد على المقالة الأولى، فإنها تستخدم بعض المفاهيم والأفكار الرئيسية التي تم شرحها في القسم الأول، وفيها يسعى هيدغر إلى تفسير الميتافيزيقا على أساس منطقي، وماذا يعني هذا وكيف أثرت على الوجود ولماذا.
تتضمن بعض الروابط بين المادتين الأولى والثانية ضرورة الهروب من التقليد الميتافيزيقي للغرب. كما يناقش ما يسميه الفرق الأنطولوجي والتكنولوجيا الحديثة في المادة الثانية.