إنها حياة التأمُّل التي أعطيتُها لفتوتي وشبابي. حياةٌ أوصلتني مذاك إلى باطل الريح.
لكنّ ماركسيتي تدخّلت (تارةً على استحياء وأخرى على عنف)، فطامنتْ من سَورة الخُلاصة.
أردت أن أكون كاتباً، فحدّقت واحترقت.
العقل ماركسي منذ أول التفتّح، والروح جريحة، وبينهما أتمرجح، رُغم أنف.
مذاك وجدتني معلّقاً على خشبة، ككل أبناء شعبي.
مذاك، ولما أزل أحاول النزول.
لكن الانتفاضة اندلعت، وانسقت في الخضمّ.
بعدها دارت دورة الأفلاك.
انكمش العقل غير المرحب به كثيراً في الأدب، وسيطرت الروح.
والروح مذ وعت واستقبلت بثَّ الدنيا، كأنما هي مكسورة بالفطرة، وتزيدها الخبرةُ انكساراً وأسى.
لم أستطع مغادرة التأرجح حتى اليوم. والغالب أن يستمر هذا للنهاية.
أما سؤال النجاة، ذلك الذي لطالما راودني في مطالع الشباب، كفرد ينتمي لهذا النوع الثديي الحالم، فنافلٌ وفي غير موضعه.
ينضج البشري ويفهم: ما من نجاة. ما من سبيل لـ"زحزحة الباب الصدئ العملاق"، بتعبير جبرا.
إنما تعود أطياف السؤال على شكل أحلام يقظة، أحياناً، وأحلام منامٍ، حيناً.
هذا لا يمنع ذاك. بإمكانهما التعايش جنباً إلى جنب، دون أن يلغي أحدهما الثاني.
لا نجاة، وفي الآن نفسه، مع أحلام النجاة.
أمّا جراح بلادي الراعفة، فلا التئام لها حتى يصبح المستحيل ممكناً.
ستظل هي الفعل المضارع، وأكبر الأفعال هيمنة على الخاص والعام، الخميرة والصيرورة، الطريق وخطى الطريق،
حتى يُصبح المستحيل ممكناً.
فليس من العبث أننا وجدنا لنكون واقعيين، ونطلب المستحيل.