"نضالات المرأة الفلسطينية" كتاب صدر مؤخراً للإعلامية محاسن الإمام، إحدى رائدات الصحافة في الأردن، عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، والذي يوثق لنضالات المرأة الفلسطينية في مختلف مجالات الحياة، الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتجارب النساء اللواتي كن فاعلات أساسيات في تاريخ القضية.
يجري إشهار الكتاب في أمسية رمضانية، عند التاسعة والنصف من مساء الأربعاء المقبل، 15 من الشهر الجاري، وإلى جانب توقيع الكتاب تتضمن الأمسية فقرات ثقافية وغنائية تراثية في فندق "هوليدي إن" في عمّان.
تعود الإمام إلى عام 1917، وصولاً إلى عصرنا الحالي، أي أنه يغطي أكثر من مئة عام من حياة المرأة الفلسطينية، التي خاضت كل التجارب من النضال والمقاومة والانتفاضة والأسر واللجوء، وهي كذلك المرأة التي صنعت الأسرة الفلسطينية في غياب الأب المعتقل أو الشهيد أو المناضل.
تأتي أهمية الكتاب، الذي تتصدر غلافه صورة مهيبة خورشيد مؤسسة حركة زهرة الأقحوان في يافا، وهي أول حركة نسائية مسلحة منظمة للمحاربة الغزو الصهيوني، بالنظر إلى أن الكثير لا يعرف عن مشاركة المرأة في العمل السياسي والنضالي في فلسطين وخارجها، باستثناء الأسماء التي عرفت واشتهرت على مستوى عالمي، تلتفت الإمام إلى المرأة التي لم يسلط الضوء كثيراً على مساهمتها.
شاركت المرأة الفلسطينية في مرحلة مبكرة في مقاومة الحركة الصهيونية، فثمة نماذج وأمثلة كثيرة حول مساهمتها في جمع تبرعات في يافا لصالح الثورة الفلسطينية عام 1938، والقتال في الثلاينيات إلى جانب الرجل في الجبهات ومشاركتها في الجبهات المختلفة خارج البلاد في المخيمات في لبنان بشكل خاص.
وقعت المرأة أيضاً أسيرة سجون الاحتلال الإسرائيلي، فقد اعتقل ما يقارب 15 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967، وأكبر حملة اعتقالات جرت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث وصل عدد المعتقلات إلى 3000 امرأة فلسطينية.
شاركت المرأة أيضاً في الكفاح المسلّح داخل الوطن وخارجه، في لبنان خاصة، وانضمّت إلى المجموعات الفدائية، وشاركت في تنفيذ العمليات المسلحة، وساعدت في نقل الأسلحة وتخزينها. نذكر على سبيل المثال لا الحصر الشهيدات فتحية عوض الحوراني ولينا النابلسي ودلال المغربي وشادية عبد السلام.
وفي الانتفاضة الأولى لفت تقرير لدائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية إلى أن الإناث يشكّلن 7% من عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال الفترة 1987-1997، ويشكّلن 9% من عدد حالات الجرحى، إضافة إلى اعتقال ما لا يقلّ عن 500 امرأة خلال الانتفاضة الأولى، فضلاً عن أكثر من 1700 حالة إجهاض خلال الفترة ذاتها جرّاء استنشاق الغازات السامّة والضرب المُبرح للنساء.