قد لا نعثر على دراسات معمّقة حول التعبيرات الثقافية والفنية التي رافقت الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي في عام 2011، لكن يبدو مثلاً أن الأغنية ذات المضامين السياسية والاجتماعية المباشرة قد عادت إلى الظهور بشكل يذّكر بفترة سابقة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مع تصاعد المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
لا يوجد معايير واضحة حول تصنيف هذه الأغاني التي نعتت بـ"الملتزمة" أو "الوطنية" سواء في الماضي أو اليوم، لكنه كان مبنياً في الأساس على موضوعها حتى لو كان على حساب العناصر الفنية الأخرى من لحن وأداء، بدليل أن معظم ما أنتج من الشكل الغنائي لا يجد له مستعمين حالياً.
ربما تكون تونس الحالة الأبرز عربياً، إذ أنشئت أكثر من تظاهرة في هذا السياق وجرى استعادة العديد من الأغاني التي ظهرت في الثمانينيات وجرت استعادتها زمن الثورة، إلى جانب مجموعة التجارب الشبابية الجديدة مثل: آمال المثلوثي وياسر جرادي وبديعة بوحريزي.
بعد أقل من أسبوع على ختام فعاليات الدورة الثانية من "مهرجان الأغنية البديلة" في قفصة، انطلقت السبت الماضي الدورة الثانية من "مهرجان الفنون الملتزمة" في صفاقس والتي تتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل تحت شعار "صفاقس تغني للوطن.. للحرية"، كما تُقام الدورة التأسيسية من المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة تونس العاصمة في الرابع من الشهر المقبل.
الافتتاح في صفاقس كان بحفل "فرقة كمال بدري للدبكة" يلیه عرض "مجموعة التخت الموسیقي" في ساحة السلام في المدينة، وأقامت "مجموعة الأجراس للموسيقى" أمس الأحد حفلاً في الفضاء نفسه.
عند الثالثة من بعد ظهر الجمعة المقبل، الأول من شباط/ فبراير، تقدّم "مجموعة أنغام الوطن للأغنیة الملتزمة"، ويليه عرض لفرقة "أولاد المناجم" التي تؤدي أغنيات عدّة منها ""نشيد الشعب"، و"شهادة فقر"، و"صرخة أم"، و"يا قاري الجريدة"، و"ضحايا الشقاء"، و"انت يا وردة انت يا فلة"، و"جيك نهار يا استعمار".
يوم السبت المقبل، تقام جلسة لتقديم كتاب "كلاش طاير" للصحافي برھان الیحیاوي الذي يوثق تغطياته لجميع الأحداث والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها تونس عقب عام 2011، بينما يقدّم الفنان ياسر جرادي حفل الختام الأحد المقبل، ويًعرص الإثنين في "المركب الثقافي محمد الجموسي" فيلم بعنوان "يوم الدين" للمخرج المصري أبو بكر شوقي.