ها أنا أبحث عن مكانٍ لي
ولا أجد سوى الهضاب
التي تحمل بيتك في الأفق.
لا تعلم أنني لم أعد أنا،
وأنني، ومنذ وقت طويل، توقفت عن انتظار قطار لن يأتي،
كان قد أنزلني في سوق مزدحمة بالناس
حينها ضاع فمي في لذة الفاكهة.
والآن أنت تطردني.
لكنك لا تعلم أنني لم أعد أنا.
وأنني منذ زمن ألقيت نفسي تحت عجلات السيارات
وأنني استيقظت يوماً في أرض أخرى
وأن فراغي عاد وحده.
أحياناً أرتعب من معرفة جسدي
من تسميتي، من هذا المكان الذي لا أعرف الدخول إليه.
لكنّ النفي قد يكون جميلاً، والهجران
يشبهان قطرات الدم على زجاج حطّمته قبضة يد
يشبهان ألمي الذي يلمع في العتمة.
سيكون اليابسة التي أقف عليها حين يغرق الجميع.
نَفَيتَني يا أبي.
ربما كان ذلك عادلاً.
لكن ومنذ زمن
لم يعد من المهمّ معرفة ذلك.
■
لستُ أنا
ولا أنا حين أكتب.
ولا أنا الظلُّ الذي كنت أريد أن أكونه
أو أكتبه.
حتّى أنّ وجهي في المرآة
مخلص لصورته
منذ عزلات كثيرة في الساعات.
لست أمّا لأطفال ثلاثة
ولا امرأة أميركي إيرلندي
كاره للنساء
فوضوي
لم أتحوّل لطيفي
ولا للأفعى التي فكّرت بها
(في القصائد المهداة لأوليسه،
تعرف ذلك).
لستُ القصيدة التي أنتظرها منذ ليالٍ بعيدة
-كأنّها ساقطة من السماء-
وليس لي علاقة بالجالسة على كرسي هزّاز تقرأ الشعر.
لكنّني اعتدت كثيرا على نفسي حتى خشيتُ أن أُضيعني
وفي الحقيقة، فإنني لن أفقد شيئا إن تلاشيتُ
إن كانت مشاعري
أفكاري
حدسي المريع
يعقدون صفقات مع الموت
من وراء ظهري.
ربما لأجل هذا
يتماهى شخصي الضئيل
دون جدوى
مع الأطياف والأوهام..
يرهبه إن كنت لا أعرف سوى الهلوسة
إن كنت أعتقد، من جديد، بأكاذيبها.
■
لا تعلم أنّني جعلتك تعرّيني
كي ترى ما أخبّئ تحت الثياب.
ليست أزهاراً ولا جداول.
ولا حتى الرمال التي تجرجر قدميّ كزجاج غير مرئي.
أسمح بسقوط ثيابي
لأن النتيجة أنك ستنسى رغبتك.
ربما سترغب بالهرب
بينما ما زلتَ محيطاً هادراً في كياني.
بداخلي خنجر لا يعرف نوراً آخر.
وأنت لا تعلم.
* MARIALUZ ALBUJA BAYAS، شاعرة من الإكوادور، مواليد مدينة كيتو عام 1972. من أعمالها: "البرتقالات والبحر"، 1997. "أمسك برقا من القمر"، 1999. "رحلة الملح"، 2004. "المنحدر المستحيل"، 2008. "بعد النسيم"، 2012. "بلورات لا مرئية" (مختارات شعرية) 2013. "آخر درجة في السلم"، مختارات شعرية ذاتية، 2014. ولها في أدب الأطفال: "حينما أغمض عيني"، 2013، "حينما تنام الشمس"، 2014.
** ترجمة عن الإسبانية غدير أبو سنينة وتنشر بالتعاون مع "إلكترون حر"