تعيد المشاريع النظر إلى السجين بوصفه مواطناً يتمتع بجملة حقوق تضمن له اكتساب المعارف الحديثة بحيث لا تقتطع مدة محكوميته من حياته، ويفقد صلته بالعالم والمستجدات من حوله، ويحرم من تذوق ومتابعة أحدث النتاجات الفنية.
في هذا السياق، انطلقت مساء السبت الماضي فعاليات الدورة الأولى من "موسم الإبداع السجني" في تونس العاصمة الذي يتضمّن عروضاً مسرحية وسينمائية وموسيقية وورشات تدريبية تتواصل على مدار العام، بتنظيم من وزارة الشؤون الثقافية ووزارة العدل والإدارة العامة للسجون والإصلاح.
تهدف التظاهرة إلى "ضرورة إدراج نزلاء السجون ضمن الإطار العام الإبداعي وتشريكهم في بناء الفكر الثقافي والفني الوطني وتأهيلهم والمساهمة في إصلاحهم والنهوض بقدراتهم الإبداعية سعياً إلى تأسيس عمل هيكلي ينبني على سياقات الحرية والاختلاف والتسامح"، بحسب بيان المنظّمين.
كما ترمي إلى فسح المجال أمام المودعين بالوحدات السجنية لاحتضان مواهبهم وتشريكهم في مختلف المسابقات الوطنية حسب الإمكانيات المتاحة، بحسب البيان ذاته، وتأطير أعمالهم الفنية قصد تنظيمها ضمن معارض إبداعية ذات صلة بالثقافة.
تنظّم الفعاليات في ثمانية وعشرين سجناً وخمسة مراكز لإصلاح الأحداث الجانحين، تشتمل على ما يقارب اثنين وعشرين ألف نزيل، تمّ تأسيس ثلاثة وثلاثين مكتبة فيها تضمّ حوالي ثمانين ألف كتاب، كما خصّص حوالي ستون فضاءً للعمل الثقافي داخلها.
ويتزامن ذلك مع تأسيس نوادٍ ثقافية متخصّصة داخل المؤسسات السجنية يشارك فيها النزلاء للتدرّب في فنون المسرح والرقص والكوريغرافيا والموسيقى والأدب والشعر والفن التشكيلي والإبداع الحرفي والسينما، ستقدّم حوالي ستين فعالية ثقافية خلال العام الجاري.
يُذكر أن الموسم قد أقرّته وزارة الثقافة التونسية ضمن خطّتها للعام الجاري التي تشمل أيضاً موسماً آخر خصّص لذوي الاحتياجات الخاصة جرى إطلاقه الأحد الماضي ويتواصل على مدار السنة، إلى جانب موسم الثقافة العمالية الذي تتوزّع فعالياته على معظم المدن في تونس.