في أحد مستشفيات نيويورك، رحل قبل يومين الفنان الموسيقي الأرجنتيني لياندرو باربييري المعروف باسم "غاتو" (القط). كان آخر ظهور له في تشرين الثاني/ نوفمبر حين قدّم حفلاً ضمن سلسلة عروض شهرية في نيويورك.
في مدينة روساريو، وُلد غاتو سنة 1932. ومنذ بداياته، أحب أن يتحرّك بين نمطين موسيقيين عَرف كيف يفيد كل واحد منهما الآخر: التانغو والجاز. حياة غاتو، وكما توزّعت بين هذين النمطين الموسيقيّين، توزّعت بين بلديهما؛ الأرجنتين والولايات المتّحدة الأميركية، وفيهما لم يكن ملحّناً وعازفاً فقط، بل ناشطاً سياسياً أيضاً، حيث خاض صراعات مدنية ضد الديكتاتوريات العسكرية والميز العنصري وغيرها.
لعل عبارته "لا أفهم موسيقى خالية من الحب والسياسة" توجز فلسفة الفنان الذي تحوّلت قبّعته السوداء التي يضعها دائماً إلى أيقونة يجري استثمار شهرتها في الأفيشات والمبيعات السياحية، حتى أنها تُعدّ اليوم الرمز الثالث لمدينة روساريو بعد صور تشي غيفارا ولاعب كرة القدم ليونيل ميسي، وهما أيضاً من أبناء المدينة.
نوّع غاتو في استعمالاته لآلات النفخ. وإذا كان الساكسوفون آلته الرئيسية، فقد أدخل في ألحانه وفي الحفلات التي قدّمها الكثير من آلات النفخ الأرجنيتينة، ومن أبرزها آلة الريكينو.
أما أبرز ما يذكره الجمهور عن غاتو فهو تأليفه لموسيقى فيلم "آخر تانغو في باريس" (1972) للمخرج الإيطالي برناردو بيرتولوتشي، هذه المقطوعة التي غطّت شهرتها على ثلاثين ألبوماً أصدرها الفنان الأرجنتيني من 1967 إلى 2010.