تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه، "المتنبي كثّف في شعره كل تمزّقات وفضائل وأعطاب الذات العربية" يقول الروائي المغربي عبد الكريم جويطي في وقفته مع "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أكتب سيناريو فيلم "الشجرة الدانماركية" عن روايتي "كتيبة الخراب"، كما أنني بدأت في كتابة الفصل الثاني من روايتي الجديدة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- سيصدر لي قريباً كتاب تاريخي من ثلاثة أجزاء بعنوان "تاريخ بلاد تادلا: محاولة في التركيب"، وأيضاً ترجمة لأغاني "تاساوت" للشاعرة الأمازيغية مريريدة نايت عتيق.
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- أردت في وقت مبكر أن أكون كاتباً، في وسط ليست فيه تقاليد الكتابة ولا يشار فيه لأحدهم ويقال عنه كاتب. كان عليّ أن أبذل مجهوداً كبيراً لأحقق ذلك. في حدود ما كان متاحاً لي أنا راضٍ عما أنجزت.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- حياتي رمية نرد غير موفقة، أتأمل حياتي دوماً بحكمة قشة يجرفها تيار قوي، وكل ما يمكن أن تقوم به لن يجدي. لا أملك طاقة مواجهة المستقبل، وبالأحرى النزول للماضي وتقليبه وتوبيخه.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- لا أنتظر من العالم إلا الأسوأ.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- المتنبي الذي كثف في حياته وشعره كل تمزّقات وفضائل وأعطاب الذات العربية. سكنت ذات المتنبي روح عظيمة تشوّفت لتحقيق آمال عظيمة، لكنها عاشت مأساة السعي لذلك بوسائل وضيعة. جمع المتنبي في ذاته وشعره السماء بالتراب.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- إدمون عمران المليح، بفقدانه لم يعد للرباط نفس السحر والجاذبية. مات عمران متشائماً من مآلات الأوضاع، وتراكم القرارات الخاطئة والمرتجلة. أمّا الكتاب الملهم الذي أعود له دوماً فهو "بني ملال"، فهي التجسيد الأمثل لزواج العقار بالسياسة لصناعة الخراب.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ كتاباً مهماً صدر مؤخراً بالفرنسية للجغرافي محمد الناصري بعنوان "رغبات مدينة" (Désires de ville)، حيث نجد تشريحاً دقيقاً لتحولات المدن والثقافة المدينية والأنسجة الحضرية، وكذلك المسارات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية لتطوّر المدن.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- سمعت للتو الفنانة إيمان بوطور تغني أغنية رائعة، من كلمات الشاعر صلاح الوديع، وألحان عبدالسلام غيور: "قصيدة نجوى" أو "ليس شيئاً أن تكوني ابنتي".
بطاقة: من مواليد بني ملال، في المغرب، عام 1962. صدرت له أعمال روائية، من بينها: "ليل الشمس" (1992)، و"زغاريد الموت" (1996)، و"زهرة الموريلا الصفراء" (2002)؛ و"كتيبة الخراب" (2007)، و"المغاربة" (2016). كذلك له ترجمات سردية من الفرنسية من بينها "الموريسكي" لـ حسن أوريد، و"نظافة القاتل" لـ آميلي نوثومب.