رغم أن سؤال "المشترك" انفتح على مصراعيه بعد أحداث 2011، مع انفتاح حرّيات الفضاء العام في تونس، إلا أنه على المستوى الفكري كان له حضوره الذي يشهد عليه مثلاً انشغال المفكّر التونسي فتحي التريكي في مؤلفات مثل "فلسفة التنوّع" و"الهوية ورهاناتها" و"فلسفة الحياة اليومية" التي سبقت "الثورة".
انفتحت في السنوات الأخيرة مساهمات العلوم السياسية والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع وغيرها من الميادين في تناول "تدبير المشترك" مع الوقوف على إشكاليات جديدة منها تصاعد التطرّف الديني وصدام الفن بالمحظورات الرسمية والمجتمعية وغيرها، وفي الأثناء انفتح السؤال أكثر على المدى البشري.
يقام بداية من اليوم في "جامعة صفاقس" ملتقى دولي بعنوان "فلسفات المشترك وسياساته"، الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة باحثين من فرنسا والعراق والمغرب وتونس.
من المحاضرات التي أقيت اليوم؛ "العالم المشترك وتأويله الإيطيقي الفينومينولوجي" لـ محمد محسن الزراعي، و"المشترك متفرّداً" لـ عبد العزيز العيادي و"المشترك جوهراً للديمقراطية الراديكالية" لـ نوفل الحاج لطيف و"المشترك إبداعاً" لـ كمال الزغباني، من تونس، و"نحو مشترك إنسي مأمول" للباحث العراقي رسول محمد رسول.
من محاضرات الأيام المقبلة، "مشترك الجنس البشري" تقدّمها الأكاديمية الفرنسية مونيك كاستيو التي تعتمد على مقاربات الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط في فهم إدارة البشرية لصراعاتها، ومحاضرة سعيد ناشيد من المغرب بعنوان "سلام الله وسلام البشر"، ومحاضرتي الأكاديميين التونسييين ناجي العونلّي بعنوان "الكينونة شركاً" وعلي الحبيب الفريوي بعنوان "الجماليات والمشترك".