تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يومي مليء بالنشاط، وأعجز عن تنظيم وقتي والتوفيق بين متناقضات ضرورية؛ التدريس والكتابة والاعتناء بأسرتي والنشاط السياسي والاجتماعي الذي يأتي بلا مواعيد.
■ ما هو آخر عمل صدر لك، وما هو عملك القادم؟
- صدرت لي منذ أيام رواية جديدة بعنوان "جُحر الضب" ضمن سلسلة "عيون المعاصرة" التي تُصدرها "دار الجنوب". وقد حقّقت نجاحاً في مبيعات "معرض تونس للكتاب" الذي اختتم يوم الأحد الماضي، وذلك رغم أنها دخلت متأخرة لأسباب تتعلّق بالطباعة، وأيضاً رغم أن إدارة المعرض تجاهلتني في الدعاية لأسباب سياسية وأيديولوجية. يمكن القول بشكل عام أنني كاتبٌ محاصر من قِبل نخب اليسار الفرنكفوني التي تتحكم للأسف في الثقافة ومستقبلها في تونس. أما عملي القادم فلا يزال خميرة لم تكتب.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- بودّي أن أضيف وأن أطوّر. الرضا حالة نهاية نفسية.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، فأي مسار كنت ستختار؟
- أكره هذا النوع من الأسئلة. لقد قبلتُ قدري وتعاملت مع الوقائع بما حفظ أخلاقي وقيمي. أنا لست نادماً سوى على وقت ضيّعته في عمل إداري سخيف. لكني أنقذ نفسي دوماً بالرواية.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- ليس الأمر بالأماني لكن حال العرب اليوم يؤلمني، وما أريده لا يمكن تفصيله في جمل قصيرة. الشعوب العربية تستحق الحرية والديمقراطية، فيما لا تزال الأنظمة العسكرية الفاسدة، في مصر وسورية خاصة، تقطع على الشعوب العربية طريق الديمقراطية وتفرض التخلّف والقهر، رغم أن "الربيع العربي" كان فجراً حقيقياً.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- ابن خلدون، لأسأله لماذا غادر تونس إلى الشرق؟ أزعم أني قرأت المقدمة ودرستُ منها. ما زال ابن خلدون يحيّرني؛ لماذا فكّر بشكل مختلف؟ ولماذا لم يبن مدرسته أو جامعته الفكرية وانصرف إلى القضاء والفقه؟
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- هناك أصدقاء كثر والكتب لا تحصى تخطر في بالي، لكني أعود دوماً إلى "كتاب الأغاني".
■ ماذا تقرأ الآن؟
منذ فترة، أقرأ كثيراً حول الديمقراطية التشاركية واللامركزية الإدارية. أريد في وقت لاحق أن أشارك بالكتابة في تسهيل تطبيق الباب السابع من الدستور التونسي (2014)، لأني أعتقد أن خلاص تونس سيكون في تطبيق هذا الباب المتعلّق بالحكم المحلّي.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أنا ميّال للكلاسيكي العربي، لذلك أتجوّل دوماً مع صالح عبد الحي وعبده الحامولي وأم كلثوم طبعاً. ذوقي يرفض الموسيقى الحديثة، ولا زلت أصنّف بعض أنماطها مثل الراب "لا فناً". التقليعات الموسيقية المستحدثة لا تروقني، أعتبرها صغارات وتفاهات يأتي بها أشباه فنانين للاسترزاق وليس للطرب الحقيقي.. إذا رغبتم في مشاركتي، فإليكم "يا ظبية البان" بصوت عبد الحي.
بطاقة
من مواليد 1964 بالجنوب التونسي، روائي وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية ومترجم متخصّص في العلوم الإنسانية، إضافة إلى كتابات في النقد الأدبي والمقالة السياسية. من رواياته "مخلاة السراب" (2002) و"المستلبس" (2005) و"بلاد الحد الأدنى" (2010) و"تفاصيل صغيرة" (2010) والفقرة الحرام" (2015) و"جحر الضب" (2017). ترجم لـ جان جاك روسو "أصل التفاوت بين الناس" (2008) و"رسالة في العلوم والفنون" (2013)، إضافة إلى كتاب "اختلاق الآخر.. في طبيعة الخطاب الأنثروبولوجي" (2015) لـ منذر كيلاني، وله بحث تاريخي بعنوان "دم الإخوة.. قفصة 1980" (2015).