بعد أن كان ضيف شرف "معرض باريس للكتاب" الشهر الماضي، يتواصل حضور المغرب في الساحة الثقافية الفرنسية من خلال معرض حول مخطوطاته يحتضنه "معهد العالم العربي" في باريس حتى يوم غد.
يضمّ المعرض الذي يحمل عنوان "روائع الكتابة في المغرب" مجموعة من المخطوطات تمسح قرابة 14 قرناً من التاريخ المغربي، وقد حظي باحتفاء رسمي؛ سواء من الجانب الفرنسي حيث حضر افتتاحه الرئيس فرانسوا هولاند، ومغربياً حضرته شقيقة الملك محمد السادس، للا مريم، كما أشرفت على تنظيمه "مديرة الأرشيف الملكي" بهيجة سيمو.
بشكل رمزي، وضعت في وسط المعرض الكتب السماوية الثلاثة في نسخ تاريخية؛ قرآن يعود إلى القرن التاسع ميلادي (الثالث هجري)، وإنجيل باللغة العربية من مقتنيات جامع القرويين يعود للقرن الثاني عشر ميلادي، وتوراة مكتوبة بالعبرية القديمة في لفافة، وهي تعرض لأوّل مرة.
الموقع المركزي للمخطوطات الثلاث ضمن المعرض يشير إلى صورة يريد أن يعكسها المغرب عن نفسه؛ بلد الانفتاح على الأديان. وتعكس بقية محتويات المعرض أبعاد أخرى من الهوية المغربية، حيث تظهر التقاليد المالكية والأشعرية من خلال مخطوطات علماء وزعماء دينيين مثل المهدي بن تومرت، وتُظهر أخرى البعد الصوفي في الثقافة المغربية.
إضافة إلى ذلك، يقدّم المعرض بعض المخطوطات العلمية مثل كتاب الطب "التصريف لمن عجز عن التأليف" لـ أبو القاسم الزهراوي، و"كتاب في أعمال الحساب" في الرياضيات لـ أبو العباس الآزدي، وأيضاً "كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج" لـ أحمد بابا التمبوكتي السوداني والذي يظهر بُعداً أفريقياً يحرص عليه المغرب في المرحلة الأخيرة.