تحت عنوان "الوعي بالذات والآخر في الدراسات ما بعد الاستعمارية" يقيم مركز "الدراسات الثقافية" في القاهرة، ندوة تنطلق عند الخامسة من مساء الغد، بالتعاون مع "الجمعية العلمية للنقد الأدبي".
الندوة تضم أبحاثاً لدارسين من الجزائر وبحضور لأكاديميين مصريين منهم مروة مختار (منظمة الملتقى) والباحث أحمد عبد الحميد، وتتناول عدة جوانب من الدراسات ما بعد الكولونيالية، غير أن معظمها يستند على تحليلات وقراءات في أعمال فلسفية وأدبية عربية وعالمية.
يفتتح الباحث الجزائري وحيد بوعزيزي الندوة، بتناوله حدود الدراسات ما بعد الكولونيالية من خلال قراءة في عمل "ما بعد المستعمرة" للفيلسوف الكاميروني آشيل مبامبي (1957).
حيث يتطرق الباحث إلى "مدرسة تصفية الاستعمار"، التي يقودها مامبي، والتي تقترب كثيراً، وفقاً لبوعزيز، من البنابية (نسبة إلى مالك بن نبي)، حيث قدم مبامبي "دراسة تتصدّى للانحراف الذي وقعت فيه دراسات التابع والدراسات ما بعد الكولونيالية، خاصة عندما سقطت في مشكلة عويصة، تتجسّد في خلق هوّة سحيقة بين الغرب والعالم الثالث لدرجة انتفاء القطبين بسبب الحقد الدفين للغرب، وبسبب ربط كلّ منابع الهيمنة بالاستعمار والإمبريالية" وفقاً لبوعزيز.
مداخلة الباحثة الجزائرية زهيرة بولفوس تتناول التجريب الشعري العربي، في ورقة تحت عنوان "ذاتية الرد على المركزية الشعرية الغربية"، وتأخذ المنجزين الجزائري والمصري نموذجاً للدراسة. حيث تخضع الكاتبة النصوص إلى سؤالها الأساسي حول قدرة الشاعر المصري والجزائري على إبداع نص شعري حداثي بملامح خالصة، وإلى أي مدى استطاع هذا النص التحرر من المركزية الغربية.
من جهتها تعود الأكاديمية المتخصصة في الدراسات اللغوية السوسيولوجية صحرة دحمان في ورقتها إلى "الكريول ومشكلة الازدواج اللغوي في البلدان المستقلة"، وتتناول هذه الدراسة علاقة المجتمع الجزائري بظاهرة التّعدد اللغوي، حيث البلاد، منذ استقلالها وإلى اليوم، تلجأ إلى استعمال لغة المستعمر السابق في مناهجها وبرامجها الدراسية لنقل المعارف والعلوم.
الأكاديمي عبد الرحمن وغليسي يتطرق إلى "السرديات المتحاربة وتزييف التاريخ"، ويقدم فيها قراءة طباقية بين رواية "الحب والظلام" و"الطنطورية" لـ رضوى عاشور، حيث سبق للباحث وأن وضع دراسة بعنوان "سردية المقاومة وتحرير صوت التابع عند رضوى عاشور".
بدورها، تناقش الباحثة حياة أم السعد محور "الذاكرة والتاريخ وذاتية المحكي النسوي فى كتابات روائية عربية مابعد كونيالية". وتعود أم السعد إلى عدة روايات لرضوى عاشور وأحميدة العياشي ومحمد ساري وآخرين.