aporofobia (كراهية الفقراء)، مصطلح ابتدعته طيّبة الذِكر أديلا كورتينا. وكانت تقصد تلك الأشكال الأكثر دهاءً من الازدراء، مثل الرفض والشك والخوف.
أفكّر بالمصطلح، وأحمد ربّي على أنني أعيش بين ظهرانَي شعب مستور، هو الشعب الإسباني. وعلى أنني بالأخص، لا أتعامل مع أغنياء قدامى ولا محدثي نعمة جدد، يمارسون ذلك الشعور تجاه من هم على باب الله أمثالنا. والحق، أننا نحن فقراء البلد و"مقاطيعها"، لا نتعامل إلا مع موظّفات الخدمة الاجتماعية وأخوات الكنائس، اللائي يقمن على خدمتنا بكل ذوق وأدب. ذلك أنهن، هن أيضاً، مستورات أو حتى فقيرات.
هناك قضايا أخرى مهمّة لكنها ستغيب عن هذا النص؛ مثل ملاحظة تأنيث الفقر أو المعاملة غير الأخلاقية للفقراء في وسائل الإعلام الأوروبية، ومن ضمنها بعض الإسبانية. لكن هذا يعود إلى طبيعة المنظومة الرأسمالية السائدة. المنظومة التي بحاجة إلى نضال دؤوب لا ينقطع، حتى تتزحزح. لكن هذا موضوع ذو شجون، ويحتاج لكتب كي تُغطّى بعض جوانبه.
إرث ماريانو راخوي، ما يزال رازحاً على صدور الغلابى. سارق امتيازات الفقراء هذا ومُكَثِّرُهُم، جيَّرَ البلد، وجعلها لقمة سائغة في معدة الأثرياء. أخيراً، ثمة مليونان وستمائة ألف فقير في إسبانيا. لا بأس لو زادوا واحداً، يحاول أن يكون لسانهم الخلفي، ولو بالضاد.
* شاعر فلسطيني مقيم في برشلونة