تؤكّد "مدينة الثقافة" على أن تنظيمها "ليالي الجهات" التي انطلقت السبت الماضي وتتواصل حتى الثاني عشر من الشهر المقبل، يشير إلى أنها "ليست أسيرة وجودها الجغرافي في العاصمة" حيث تتضمّن التظاهرة فعاليات من ستّ مناطق تونسية، بحسب بيانها الصحافي.
نظرة واضحة على البرنامج يتضح أن القائمين عليه أسرى لفكرة لا ترى في الأطراف وما تنتجه من ثقافة وفنون إلا فولكلوراً عبر التركيز على كلّ ما يندرج تحت إطار الفنون الشعبية من موسيقى وغناء ومعارض للأزياء التقليدية والحرف اليدوية ومعارض للأكلات التقليدية.
حفل الافتتاح انطلق في مدينة تطاوين، وضمّ مشهدية فن الرسم على الرمل للفنان الحبيب الغفاري الذي عُرضت رسومه مباشرة كلوحات فنية متحرّكة على شاشة كبيرة، وضمّت صوراً المرأة والقصور والصحراء والقافلة والجمل والخيمة وغيرها، صاحبته ألحان مختارة من المدونة الموسيقية التراثية والبدوية للجهة.
كما قدّمت سمر بن عمارة معزوفات على الزكرة، وهي آلة نفخية تنتشر من قرى الصعيد المصري حتى الباديتين الليبية والتونسية وتؤدّى عليها أغانٍ تراثية، وكذلك الفنان الشعبي محمد نصري وفرقته الموسيقية، والفنانين معتصم محيي الدين والأمين الأطرش.
يقيم الفنانون المشاركون من كل ولاية ثلاث عروض رئيسية على خشبة "مسرح الجهات" من التاسعة مساء وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، أما المعارض الموازية فتفتح أبوايها حتى وقت السحور.
الجهة الثانية ستكون مع ولاية قبلي حيث تُعرض مسرحية "صابرة" للمخرج مكرم السنهوري، يليه عرض "حضرة رجال نفزاوة" لـ جلال التليلي، ثم يقدّم الفنان بلقاسم بوقنة بعضاً من أغانيه مثل "الغربة"، و"وراس عيوني"، و"طير القطا"، و"يا محبوبي"، وكذلك الفنان أبو لبابة كارم بمقطوعات تنتمي إلى تراث الصحراء التونسية.
يوم السبت المقبل تبدأ احتفالية جندوبة، ويعقبها احتفالية المهدية في الثاني من حزيران/ يونيو، ثم الكاف في التاسع منه، على أن تُختتم "ليالي الجهات" مع عروض ولاية القيروان التي ستعلن تباعاً.