مع تزايد المعارض التي تقدّم نماذج من الفن الإسلامي في الغرب، يجد المتابع عدّة توظيفات لها بين من يُصمّم على عقد مقارنة بين لحظة انفتاح عاشتها الحضارة الإسلامية وبين تطرّف اليوم، مع الانتباه إلى أن المحتفي بتلك الحقبة التاريخية هو نفسه من يقود المعركة ضد الجماعات المتشدّدة، على حد تعبيره.
كما يتمّ تصميم معارض أخرى وتقديم مقتنياته كموضوع للدرس، في محاولة لفهم التأثيرات الاجتماعية والدينية على الفنون، لكن بعض خلاصاتها تأتي ترجمة لأفكار نمطية لا تخضع للتفكيك وإعادة القراءة، أو يجري عرضها في محاولة للبحث عن نقاط الالتقاء بين الغرب والشرق.
في "متحف دالاس للفن" في ولاية تكسّاس الأميركية، يتواصل حتى السادس عشر من نيسان/ أبريل المقبل معرض "مجموعة كير للفن الإسلامي" والذي يُفتتح اليوم الخميس. وكانت قد ُعرضت للمرة الأولى عام 2014 وتضمّ حوالي ألفي قطعة فنية تعود أقدمها إلى القرن الثامن الميلادي.
الاتفاق الذي وقّعه المتحف مع "كير" يقضي بإعارتها مدّة خمسة عشر عاماً لتشكلّ بذلك ثالث أكبر مجموعة في الولايات المتحدة، وتحتوي على قطع السجاد والمنسوجات والثريات والمخطوطات وأوعية من البلورات الصخرية النادرة من العهد الفاطمي، من القرنين العاشر وحتى الثاني عشر.
بدأ جمع هذه المقتنيات على يد البريطاني المجري إدموند دي أنغر (1918 - 2011) طيلة أكثر من ستّة عقود قبل أن يتيح عرضها للجمهور منذ خمس سنوات، والذي يمكنهم مشاهدة إبريق ماء مصنوع من البرونز يعود إلى العصر الأموي، كرويّ الشكل ومنفّذ بأسلوب الطرق ثم بفوهته ذات الزخارف النباتية المنفذة بأسلوب التفريغ وبصنبوره الذي يتخذ هيئة ديك كما في تجسيمات أخرى أُدخلت في العصور الإسلامية المبكرة من الفن الساساني.
ويُعرض، أيضاً، إناء نحاسي مزخرف بالأرابيسك في وسطه ومشغول إطاره الداخلي بشريط يحمل كتابات من الفضة، وعليه توقيع السلطان المملوكي المنصور قلاوون قبل توليه الحكم، وفتونس من البرونز المفرّغ مثمن الأضلاع يعود إلى العصر السلجوفي.
من التحف التي يعود تاريخ صناعتها للنصف الثاني من القرن الثامن الهجري صندوق من البرونز المعشق بالفضة، مستطيل الأبعاد، وله قواعد مرتفعة وغطاء منشوري الشكل وقوام الزخرفة فيه زخارف نباتية من فروع وأوراق نباتية تمتزج معها بعض الزخارف الهندسية.