منذ عرضه، مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، ضمن فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين من "مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول المتوسّط"، لم يتوقّف الجدل حول فيلم "المرسي أبو العبّاس" للمخرج المصري عمرو منصور.
اتُّهم الفيلم الروائي الطويل، الذي أُنتج بشراكة مصرية مغربية، بـ "مغازلة اليهود" والدعوة إلى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وهي التهمة التي أصرّ فريق العمل على إنكارها.
منصور اعتبر أن "من يقول إن الفيلم يدعو للتطبيع لم يشاهده، أو أنه لم يفهم رسالته الحقيقية، التي تتمثّل في الدعوة إلى تقبّل الآخر، أيّاً كان جنسه ودينه". ورسالة "التسامح" هذه لا تعني - بحسب المخرج - الموافقة على التطبيع.
أمّا مؤلّف الفيلم وبطله، عاطف عبد اللطيف، فأعرب عن تفاجئه بالاتهامات التي طاولت العمل، مؤكّداً "أنا، ومصر كلّها، ضدّ التطبيع".
يقول عبد اللطيف إن الفيلم يتناول فكرة البحث عن الهوية، ويُبرز أن قيمة الإنسان الحقيقية تنبع من دوره في المجتمع، وليس من أصوله أو تاريخه: "نتحدّث عن الجانب الإنساني والهوية، ولا علاقة لنا بالسياسة".
أمس، حسمت "الرقابة على المصنّفات الفنية" في مصر هذا الجدل، حين قرّرت الترخيص بعرض الفيلم الذي قالت إنه "لم يتضمّن أي تجاوزات ولم يتناول في أحداثه التطبيع أو أي مشكلة تنصّ عليها قوانين الرقابة"، مؤكّدة أنه سيُعرض كما هو من دون حذف.
رئيس "الرقابة على المصنّفات الفنية"، عبد الستار فتحي، أكّد أن هيئته تعاملت مع الفيلم "بمستوى كبير من الحساسية، بعد أن نُشر عنه أنه يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل".
هكذا، سيجد الفيلم طريقه إلى دور العرض مع مطلع تشرين أول/ أكتوبر المقبل. وقد عزا المنتج الفني طارق عثمان تأجيل عرضه لعدّة أشهر إلى مشاركته في عدد من المهرجانات السينمائية، آخرها مهرجان الإسكندرية.
يتناول العمل قصّة رجل من المرسي أبو العبّاس يكتشف أنه ينتمي إلى أسرة يهودية في المغرب، فيعيش حالة من الصراع الداخلي بين عالمه الذي يتداعى في الإسكندرية وجذوره التي يختلف معها في المغرب.
الفيلم هو أول عمل سينمائي مشترك بين مصر والمغرب، وشارك فيه ممثّلون من البلدين؛ منهم نورهان وسليمان عيد وأحمد عزمي ولطفى لبيب وعاطف عبد اللطيف.
اقرأ أيضاً: تطبيع كوكب الشرق