يطلقون عليهم في بلاد المغرب العربي "الحراقة" أو الحرقة، إنهم الحالمون بالضفة الأوروبية المقابلة، والتي تعني لهم "نهاية المستقبل المسدود"، كما يقول المغني الجزائري الشاب خالد في أغنيته "حراقة"، عن المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين الذين يفضلون "الحوت ولا الدود" أي أن الموت غرقاً أثناء محاولاتهم تحقيق أحلامهم الضائعة، أفضل من حياة بطعم الموت في بلادهم، ما جعلهم هدفاً سهلاً للنصب عليهم من مهربي البشر، وفق ما يكشف التحقيق الأول من ملف "حلم الضفة الأخرى"، والذي يبدأ من عنابة في الجزائر ومنها إلى المغرب التي تراجعت فيها الطريقة التقليدية للهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا عبر "قوارب الموت" المعروفة محلياً بـ"الباطيراس"، بعد تشديد السلطات لرقابتها، ما دفع شبكات التهريب إلى ابتكار طرق بديلة، وفق ما يوثقه الجزء الثاني من الملف.
وتكشف الحلقة الثالثة كيف ارتفعت نسبة التونسيين والتونسيات الباحثين عن طرق للهجرة غير الشرعية، عبر زوارق متطورة وسريعة من أجل قطع المسافة بين تونس وإيطاليا في ساعة ونصف الساعة، وفي الحلقة الرابعة، نتوقف في موريتانيا التي تعد معبراً مفضلا للمهاجرين القادمين من غرب أفريقيا الساعين للانتقال إلى أوروبا، غير أنهم يستغرقون فترات طويلة في ظل انتظار فرصة للهجرة، ما يجعلهم رهينة للاستغلال.
ويكشف التحقيق الخامس والأخير، كيف بدأ الليبيون في خوض رحلات الموت بحثاً عن العلاج والعمل، في ظل الانقسامات والمشاكل التي تمر بها بلادهم الغنية، ما أدى إلى توسّع سوق تهريب البشر وعلانيتها بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، وتعقّد طرق الحصول على التأشيرات الأوروبية.