وأحصت وسائل إعلام فرنسية لائحة الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي أطلقتها لوبان في المناظرة، منها صحيفة "لوموند"، التي ألقت الضوء على 19 كذبة.
فخلال دفاعها عن فكرة خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وطمأنة الفرنسيين بخصوص النتائج السلبية التي قد تتمخض جراء بريكست فرنسي، اعتبرت لوبان أن "الاقتصاد البريطاني يتمتع بصحة جيدة منذ التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي".
وبحسب المتابعين، فهذه "مبالغة مغلوطة"، رغم أن تأثير بريكست لم يكن كارثيا كما توقع البعض، إذ ارتفع الناتج البريطاني الداخلي الخام بنسبة اثنين في المائة عام 2016، لكن هذا الارتفاع لا علاقة له بالاستفتاء الذي نُظم في يونيو 2016، لأن آلية الخروج من الاتحاد لم تدخل رسميا حيز التنفيذ سوى في 27 مارس/آذار الماضي، كما أن التأثيرات السلبية للبريكسيت بدأت تظهر معالمها، أخيرا، مع تراجع وتيرة الاستهلاك.
وأيضا قالت لوبان، من دون أن يرفّ لها جفن، إن مساهمة فرنسا المالية في الاتحاد الأوروبي بلغت 9 مليارات يورو، في حين أن أرقام البرلمان الأوروبي تؤكد أن هذه المساهمة بلغت 4.5 مليارات عام 2015. وحتى إن تمت إضافة مبالغ أخرى ضمن شبكة حسابات معقدة، فإن المبلغ لا يتجاوز بالكثير 6.1 مليارات، ويبقى أدنى بكثير من التسعة مليارات التي ادعت مرشحة اليمين المتطرف أن فرنسا تؤديها، في محاولة لإقناع الناخبين بأن الاتحاد الأوروبي يكلف فرنسا كثيرا.
واستعملت لوبان، كذلك، أفكارا مغلوطة عن العملة الأوروبية الموحدة، التي ادعت أن العمل بها بدأ منذ عام 1993، في حين أن اليورو لم يدخل حيز التداول قبل 1999.
كما أن الوحدة المصرفية لا تهدد ادخار الفرنسيين، وفق ما أكده لها ماكرون، الذي ينطلق من معلومات دقيقة انطلاقا من تجربته كإطار مصرفي ووزير اقتصاد سابق.
وفي معرض اتهاماتها لماكرون بالوقوف وراء السياسة الاقتصادية للولاية الاشتراكية، حين كان وزيرا للاقتصاد، قالت لوبان إن منافسها كان وزيرا للاقتصاد عندما تم بيع شركة SFR للاتصالات، رغم أن ماكرون نفى ذلك قائلا: "لم أكن وزيرا وقتها"، والواقع أن هذه الشركة بيعت في عهد سلفه آرنو مونتيبورغ في إبريل/نيسان 2014.
وفي محاولة لاستدراك التأثيرات الكارثية لـ"أكاذيب المناظرة"، قالت لوبان إنها لا تملك دليلا على امتلاك ماكرون حسابا مصرفيا سريا في جزر البهاماس، كما ألمحت إلى ذلك خلال المناظرة، مستندة إلى شائعة يجري تداولها في شبكات التواصل الاجتماعي.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تتهم ماكرون رسميا بامتلاك حساب سري في الخارج، قالت: "كلاّ، على الإطلاق".
وكان اللافت أن مرشحة اليمين المتطرف لم تتوقف، خلال أكثر من ساعتين، من الانتقال من كذبة إلى أخرى، ومن معلومة مضللة إلى إشاعة، في تكتيك هدم كل إمكانية لإرساء نقاش حول الأفكار والبرامج، مما جعل المناظرة تغرق بين الهجمات المتبادلة إلى أن نفد صبر ماكرون، الذي اتهمها هو الآخر بكونها لا تقول "سوى الأكاذيب والترهات".