بسطت "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، سيطرتها الكاملة على الرقة، التي كانت أبرز معاقل تنظيم "داعش" في سورية. وأكدت هذه القوات التي تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية ركنها الأساسي، أنها سيطرت على آخر مواقع "داعش" في مدينة الرقة التي تدمر أغلب أحيائها، وقتل فيها نحو 3250 شخصاً، بعد أشهر من القتال تعرضت فيه لآلاف الغارات الجوية. وبدأت ملامح انهيار مماثل للتنظيم في مدينة دير الزور وريفها، حيث تحقق قوات النظام السوري تقدماً مكّنها من تقليص مساحة سيطرة "داعش" الذي بدأ انهياره بعد أربع سنوات على وجوده في سورية.
وتسببت المعارك بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً خلال أكثر من أربعة أشهر، وفق حصيلة أعلن عنها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس، وفق ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية" نقلاً عن مدير "المرصد"، رامي عبد الرحمن، الذي أكد "وجود مئات المفقودين من المدنيين الذين يرجح أنهم تحت الأنقاض" في الرقة.
وتشير المعطيات الميدانية كافة إلى أن الرقة باتت بالكامل بيد "قوات سورية الديمقراطية"، وأن العمليات العسكرية "انتهت فعلياً"، وأنه جارٍ تمشيط أحياء المدينة للقضاء على آخر من تبقى من مسلحي التنظيم "الأجانب" الذين قُتل منهم عدد كبير خلال اليومين الماضيين. وأكدت مصادر "سورية الديمقراطية" الرسمية، عصر أمس الثلاثاء، أن "المعارك انتهت في المدينة"، متحدثةً عن "استمرار عمليات التمشيط في بعض المواقع التي هناك شك بوجود عناصر من داعش فيها"، ولكن القضاء عليهم "مسألة وقت لا أكثر"، وفق تعبيرها.
وسقطت تباعاً خلال هذا الأسبوع، الأحياء والمواقع التي كانت لا تزال بحوزة مسلحي "داعش". وأكدت مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" أنها سيطرت يوم الاثنين على المشفى الوطني، وقتلت 22 من مسلحي "داعش" كانوا يتحصنون به. كما أكدت نفس المصادر أن هذه القوات التي تتولى الوحدات الكردية مهام السيطرة والتوجيه فيها، سيطرت صباح أمس على الملعب البلدي في المدينة، وطردت مسلحي التنظيم من حيي السخاني، والبدو، ومن دوار النعيم، الذي كان التنظيم ينفذ فيه إعدامات بحق مناوئيه، وبحق الأسرى من قوات المعارضة، ومن قوات النظام، ومن "قوات سورية الديمقراطية"، حتى بات يطلق عليه أهل الرقة تسمية "دوار الجحيم"، إذ كان التنظيم يجبرهم على مشاهدة "حفلات" الإعدام على مدى سنوات.
وقد بدا الدوّار مدمراً بشكل كامل في الصور التي نشرتها "سورية الديمقراطية" عقب السيطرة عليه. وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أن المدينة باتت خالية من وجود "داعش" بعد استعادة السيطرة على الملعب البلدي الذي كان من أهم مواقع التحصين للتنظيم. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن العمليات العسكرية في الرقة انتهت، وأن المدينة "خالية من وجود مسلحي داعش منذ يومين"، وفق المصادر التي شككت بروايات "قوات سورية الديمقراطية" المتعاقبة، منذ إتمام "الصفقة" مع التنظيم قبل أيام.
اقــرأ أيضاً
وكان أغلب مسلحي "داعش" السوريين استسلموا منذ أيام لـ"التحالف الدولي" الذي رفض عقد "صفقة" مع مسلحي التنظيم الأجانب، مفضلاً القضاء عليهم في المدينة على خروجهم منها. ويُعتقد أنه بقي نحو 200 من هؤلاء المسلحين الأجانب في المدينة، والذين لم يبق أمامهم إلا القتال حتى اللحظة الأخيرة.
وذكر ناشطون أنه منذ بدء معركة استعادة الرقة في السادس من يونيو/حزيران الماضي، نزح نحو نصف مليون شخص من مناطق القتال، فيما وصلت نسبة دمار إلى نحو 90 بالمائة من مساحة المدينة. وأشار الناشطون إلى أنه تم تدمير مساجد وجسور، ومدارس ومشافٍ، ومراكز صحية، وأن طيران "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن أغار على المدينة نحو أربعة آلاف غارة تسببت بدمار هائل. ولا يزال المصير الذي ينتظر الرقة مجهولاً، في ظل مؤشرات على انطلاق معركة سياسية بين عدة أطراف متناحرة في سورية، إذ يُخشى من محاولة "الوحدات" الكردية فرض إرادتها وإدارتها على محافظة الرقة برمتها وهي ذات أغلبية عربية مطلقة.
وبانتهاء المعارك العسكرية في مدينة الرقة، يُفتح باب التساؤلات واسعاً عن مصير سكانها المهجرين، وعن تبعية وولاء الجهات التي ستدير المدينة، والتي ستُعيد إعمارها. ويتخوف السكان المحليون من أن تصبغ الإدارة الكردية مدينة الرقة بلونها، وهو ما لن تقبل به الغالبية العظمى من سكان الرقة وهم عرب.
في غضون ذلك، لا تزال قوات النظام ومليشيات إيرانية تساندها، تحقق تقدماً في مدينة دير الزور وريفها على حساب تنظيم "داعش" الذي بدأ يتراجع عن مواقع عدة، بعد خسارته مدينة الميادين أهم معاقله في ريف دير الشرقي منذ عدة أيام. ونقلت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا)، عن مصدر في قوات النظام أن الأخيرة بدأت عمليات واسعة ودقيقة لاجتثاث مسلحي "داعش" من القرى والبلدات المنتشرة بين الميادين والمريعية في الضفة الغربية لنهر الفرات، مؤكداً استعادة السيطرة على قرى بقرص تحتاني وبقرص فوقاني والزباري والعليات وسعلو والطوب. وأشار المصدر إلى أن قوات النظام تواصل عملياتها في شرق نهر الفرات بعد إحكام السيطرة على الحسينية، وتتوغل غرباً باتجاه قريتي شقرا والجنينة، مبيناً أن طيران النظام ومدفعيته يوجهان "ضربات مركزة" على مقار ومحاور تحرك مسلحي التنظيم في موحسن والبوليل والجنينة شرقي المدينة، وأحياء العرضي والعرفي داخلها.
وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أن قوات النظام وسّعت نطاق سيطرتها في أحياء الرصافة والعمال والصناعة، داخل مدينة دير الزور، مؤكداً أن هذه القوات باتت تسيطر على نحو 81 في المائة من مساحة مدينة دير الزور. وأصبح مسلحو "داعش" شبه محاصرين في مدينة دير الزور، حيث باتت قوات النظام على وشك السيطرة عليها بشكل كامل، منهيةً وجود التنظيم الذي سيطر على أغلب المدينة في منتصف عام 2014. ومن المتوقع أن تواصل قوات النظام تقدمها على الضفة الجنوبية لنهر الفرات وصولاً إلى مدينة البوكمال التي تقع إلى الشرق من مدينة دير الزور بأكثر من 100 كيلومتر.
ومن المرجح أن تتسارع خطوات انهيار التنظيم في شرقي سورية، حيث من المنتظر أن تدور المعركة الأخيرة مع التنظيم في البوكمال المقابلة لمدينة القائم في غربي العراق. في موازاة ذلك، تحاول "قوات سورية الديمقراطية" السيطرة على بلدة مركدة آخر معقل لـ"داعش" في ريف الحسكة الجنوبي. وأشارت مصادر في هذه "القوات" أن اشتباكات وصفتها بـ"العنيفة" تدور بالقرب من تلك البلدة.
وكانت "سورية الديمقراطية" قد أطلقت في الشهر الماضي، عملية "عاصفة الجزيرة" سيطرت من خلالها على مواقع مهمة منها آبار نفط ومحطات تجميع كبرى شمال نهر الفرات ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور. ومن المتوقع أن تحاول هذه القوات الوصول أولاً إلى حقل "العمر" أكبر حقول النفط في سورية، لقطع الطريق أمام قوات النظام التي تتمركز على الضفة الأخرى من نهر الفرات مقابل هذا الحقل بعد سيطرتها على مدينة الميادين.
وتسببت المعارك بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً خلال أكثر من أربعة أشهر، وفق حصيلة أعلن عنها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس، وفق ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية" نقلاً عن مدير "المرصد"، رامي عبد الرحمن، الذي أكد "وجود مئات المفقودين من المدنيين الذين يرجح أنهم تحت الأنقاض" في الرقة.
وسقطت تباعاً خلال هذا الأسبوع، الأحياء والمواقع التي كانت لا تزال بحوزة مسلحي "داعش". وأكدت مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" أنها سيطرت يوم الاثنين على المشفى الوطني، وقتلت 22 من مسلحي "داعش" كانوا يتحصنون به. كما أكدت نفس المصادر أن هذه القوات التي تتولى الوحدات الكردية مهام السيطرة والتوجيه فيها، سيطرت صباح أمس على الملعب البلدي في المدينة، وطردت مسلحي التنظيم من حيي السخاني، والبدو، ومن دوار النعيم، الذي كان التنظيم ينفذ فيه إعدامات بحق مناوئيه، وبحق الأسرى من قوات المعارضة، ومن قوات النظام، ومن "قوات سورية الديمقراطية"، حتى بات يطلق عليه أهل الرقة تسمية "دوار الجحيم"، إذ كان التنظيم يجبرهم على مشاهدة "حفلات" الإعدام على مدى سنوات.
وقد بدا الدوّار مدمراً بشكل كامل في الصور التي نشرتها "سورية الديمقراطية" عقب السيطرة عليه. وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أن المدينة باتت خالية من وجود "داعش" بعد استعادة السيطرة على الملعب البلدي الذي كان من أهم مواقع التحصين للتنظيم. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن العمليات العسكرية في الرقة انتهت، وأن المدينة "خالية من وجود مسلحي داعش منذ يومين"، وفق المصادر التي شككت بروايات "قوات سورية الديمقراطية" المتعاقبة، منذ إتمام "الصفقة" مع التنظيم قبل أيام.
وكان أغلب مسلحي "داعش" السوريين استسلموا منذ أيام لـ"التحالف الدولي" الذي رفض عقد "صفقة" مع مسلحي التنظيم الأجانب، مفضلاً القضاء عليهم في المدينة على خروجهم منها. ويُعتقد أنه بقي نحو 200 من هؤلاء المسلحين الأجانب في المدينة، والذين لم يبق أمامهم إلا القتال حتى اللحظة الأخيرة.
وذكر ناشطون أنه منذ بدء معركة استعادة الرقة في السادس من يونيو/حزيران الماضي، نزح نحو نصف مليون شخص من مناطق القتال، فيما وصلت نسبة دمار إلى نحو 90 بالمائة من مساحة المدينة. وأشار الناشطون إلى أنه تم تدمير مساجد وجسور، ومدارس ومشافٍ، ومراكز صحية، وأن طيران "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن أغار على المدينة نحو أربعة آلاف غارة تسببت بدمار هائل. ولا يزال المصير الذي ينتظر الرقة مجهولاً، في ظل مؤشرات على انطلاق معركة سياسية بين عدة أطراف متناحرة في سورية، إذ يُخشى من محاولة "الوحدات" الكردية فرض إرادتها وإدارتها على محافظة الرقة برمتها وهي ذات أغلبية عربية مطلقة.
وبانتهاء المعارك العسكرية في مدينة الرقة، يُفتح باب التساؤلات واسعاً عن مصير سكانها المهجرين، وعن تبعية وولاء الجهات التي ستدير المدينة، والتي ستُعيد إعمارها. ويتخوف السكان المحليون من أن تصبغ الإدارة الكردية مدينة الرقة بلونها، وهو ما لن تقبل به الغالبية العظمى من سكان الرقة وهم عرب.
وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أن قوات النظام وسّعت نطاق سيطرتها في أحياء الرصافة والعمال والصناعة، داخل مدينة دير الزور، مؤكداً أن هذه القوات باتت تسيطر على نحو 81 في المائة من مساحة مدينة دير الزور. وأصبح مسلحو "داعش" شبه محاصرين في مدينة دير الزور، حيث باتت قوات النظام على وشك السيطرة عليها بشكل كامل، منهيةً وجود التنظيم الذي سيطر على أغلب المدينة في منتصف عام 2014. ومن المتوقع أن تواصل قوات النظام تقدمها على الضفة الجنوبية لنهر الفرات وصولاً إلى مدينة البوكمال التي تقع إلى الشرق من مدينة دير الزور بأكثر من 100 كيلومتر.
ومن المرجح أن تتسارع خطوات انهيار التنظيم في شرقي سورية، حيث من المنتظر أن تدور المعركة الأخيرة مع التنظيم في البوكمال المقابلة لمدينة القائم في غربي العراق. في موازاة ذلك، تحاول "قوات سورية الديمقراطية" السيطرة على بلدة مركدة آخر معقل لـ"داعش" في ريف الحسكة الجنوبي. وأشارت مصادر في هذه "القوات" أن اشتباكات وصفتها بـ"العنيفة" تدور بالقرب من تلك البلدة.
وكانت "سورية الديمقراطية" قد أطلقت في الشهر الماضي، عملية "عاصفة الجزيرة" سيطرت من خلالها على مواقع مهمة منها آبار نفط ومحطات تجميع كبرى شمال نهر الفرات ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور. ومن المتوقع أن تحاول هذه القوات الوصول أولاً إلى حقل "العمر" أكبر حقول النفط في سورية، لقطع الطريق أمام قوات النظام التي تتمركز على الضفة الأخرى من نهر الفرات مقابل هذا الحقل بعد سيطرتها على مدينة الميادين.