تظاهر آلاف الأشخاص في عدة مدن أوروبية والولايات المتحدة الأميركية وتركيا وتونس، تضامناً مع المدنيين في حلب، واحتجاجاً على تهجيرهم من قوات النظام السوري، بدعم من روسيا وإيران والمليشيات.
وشارك نحو أربعة آلاف شخص في مظاهرة بمدينة بريمن شمال ألمانيا، أمس الجمعة، احتجاجاً على المجازر المرتكبة ضد المدنيين في حلب.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "حلب تحترق والإنسانية تموت"، و"أنقذوا حلب"، و"حلب في سورية وآلامها في كل مكان"، و"أوقفوا المجازر والقتل".
وفي مدينة كولن تجمّع، أمس الجمعة، أكثر من ألف شخص، أمام ساحة الكاتدرائية تضامناً مع حلب المحاصرة، حيث أضاء المشاركون الشموع ورفعوا شعارات تطالب بوضع حد للعنف في سورية.
وكانت مدينة ميونخ قد شهدت، أول من أمس الخميس، تظاهرة أمام دار الأوبرا البافارية، تحت شعار "الوقوف مع حلب"، شارك فيها أكثر من 300 شخص، عبّروا عن تضامنهم مع حلب.
كذلك شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، مظاهرة مُندّدة بالهجمات التي تستهدف المدنيين في حلب، وبالحصار المفروض على المدينة.
وردّد المتظاهرون الذين تجمّعوا أمام سفارة النظام السوري في بروكسل، بدعوة من الاتحاد الإسلامي في بلجيكا، هتافات "أنقذوا حلب"، و"احموا أطفال حلب"، و"حلب تحترق... الإنسانية تموت".
ووضع المتظاهرون إكليلاً أسودَ أمام مبنى السفارة، وقالوا في بيان صحافي باسمهم، إنّ "الإنسانية ماتت في حلب"، معتبرين أنّ "الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجميع القوى الدولية لن تستطيع التخلّص من المسؤولية أبداً تجاه حلب"، بحسب البيان.
كذلك شهدت مدينة نوفي بازار، في منطقة صانجاق في صربيا (أغلبية سكانها من البوسنيين) مظاهرة مماثلة. وطالب نحو ألفي شخص تجمعوا في ميدان عيسى بيك عيساكوفيتش، وسط المدينة بـ"إنهاء الحرب في سورية ووقف قتل المدنيين".
وقال مسؤول هيئة "الاتحاد الإسلامي" في صربيا عرفان ماليج، في كلمة ألقاها أثناء المظاهرة، إنّ ما يجري في سورية "جريمة وإبادة جماعية"، مضيفاً أنّ الفعالية "نظمت من أجل المطالبة بتحقيق السلام في العالم".
وفي السياق نفسه، شهدت العاصمة المقدونية سكوبيه، مظاهرة بعنوان "حلب: فقدان الإنسانية"، نظمتها رابطة الطلاب الألبانية. وقالت الطالبة بيرنا فاتا، في كلمة ألقتها أمام المتظاهرين، "لقد اجتمعنا، اليوم، لنظهر للرأي العام ما يجري في حلب، ولنعبر للعالم عن تضامننا معها".
وفي الولايات المتحدة، شارك أكثر من 500 شخص في احتجاجات نظمتها "مجموعة التضامن السورية"، أمس الجمعة، أمام البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن. وردّد المتظاهرون، بينهم نساء وأطفال، هتافات منددة بالمجازر المرتكبة بحق المدنيين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ومناهضة للنظام السوري والمليشيات الموالية له.
وفي تركيا، تواصلت التظاهرات المتضامنة مع حلب، وهذه المرة أمام القنصلية الإيرانية في إسطنبول. وشارك بالمظاهرة، والتي دعت إليها "جمعية الفكر الحر وحقوق التعليم" التركية، أمس الجمعة، العشرات من الأتراك.
وقال رئيس الجمعية رضوان قايا، في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين، إنّ "حلب التي كانت إحدى أكثر مدن الأمة الإسلامية حيوية وبركة لسنوات طويلة، يتم تدميرها، اليوم، أمام أعين الجميع"، مضيفاً أنّ "إيران أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عما يحدث في حلب".
وتجمع، مساء اليوم السبت، أمام سفارة روسيا بتونس ممثلون عن المجتمع المدني التونسي وعدد من أبناء الجالية السورية المقيمة بتونس، للتنديد بالحرب الحاصلة في حلب، رافعين شعارات منها "بوتين مجرم حرب" و"خامنئي مجرم حرب" و"المليشيات الإيرانية قاتلة".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قال طارق الغوراني، وهو معتقل رأي سابق في سجون نظام الأسد لأكثر من خمس سنوات، ولاجئ في تونس إن "التظاهرة تتمثل في الاحتجاج على ما تتعرض له مدينة حلب، على يد النظام السوري والتنظيمات الأجنبية الإرهابية المتحالفة معه" بحسب تعبيره.
وبعد أن تم تفريق المحتجين من الأمن التونسي، استكمل المتظاهرون الوقفة أمام السفارة الإيرانية حاملين نفس الرسائل السابقة.
وأكد الإعلامي السوري المقيم بتونس، عمر الشيخ إبراهيم، أن "المبادرة كانت من شباب تونسيين، ليس لديهم أي انتماءات سياسية" مؤكداً أن "تحركهم عبارة على تفاعل إنساني على ما يحدث في حلب".
ودعا الإعلامي السوري "الأحزاب والنخب المثقفة في تونس لإخراج الثورة السورية من حساباتهم السياسية والأيدولوجية" مضيفاً "يجب أن يكون هناك موقف إنساني ضد نظام الأسد على غرار الموقف الإنساني الذي أعلنوه ضد داعش، فكلاهما قاتل".
نيويورك/تظاهرة تضامناً مع حلب/سياسة/محمد الشامي/الأناضول
|