ووفق الحساب الرسمي للمتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد على "تويتر"، فإن المفاوضات "ستستأنف اليوم الأربعاء بين حركة طالبان والوفد الأميركي".
وفيما لم يفصح ذبيح الله مجاهد في تغريدته عن جدول أعمال المفاوضات والقضايا التي ستبحثها، فإنه من المتوقع أن تكون على رأس أجندتها قضيتا وقف إطلاق النار والاتفاق على جدول الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وانتهت الجولة الخامسة من المفاوضات بين الطرفين، التي استضافتها الدوحة في 12 مارس/آذار الماضي، بتأكيد كل منهما على "إحراز تقدمٍ". وحضر تلك الجولة المبعوث الأميركي وممثلون عن "طالبان"، برئاسة رئيس مكتبها السياسي الملا عبد الغني برادر.
وقال مجاهد في بيان صحافي "إنه تم خلال هذه الجولة من المفاوضات نقاش مفصل وشامل حول خروج القوات الأجنبية من أفغانستان وعدم استخدام أراضي أفغانستان لإلحاق الضرر بالآخرين، مؤكداً "حصول تقدم كبير في كيفية خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان وحول الفترة الزمنية وآلية خروج هذه القوات، وأيضاً حول كيفية طمأنة الأميركيين وحلفائهم بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضدهم"، إلا أن البيان لم يكشف تفاصيل هذا التقدم.
ولفت بيان الحركة إلى أنه لم يتم التوافق على وقف إطلاق النار أو التفاوض مع الحكومة الأفغانية خلال الجولة السابقة، كما لم يتم إدخال نقاط أخرى في أجندة المفاوضات.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، من جهتها، أن الولايات المتحدة وحركة "طالبان" حققتا "تقدماً ملموساً" في المحادثات. وقال المتحدث باسم الوزارة روبرت بالادينو إن "طالبان وافقت على أن السلام سيتطلب من الجانبين أن يتعاملا بشكل كامل مع أربع قضايا رئيسية، هي ضمانات بشأن مكافحة الإرهاب وانسحاب القوات والحوار بين الأفغان ووقف شامل لإطلاق النار".
وكان قد تم أواخر الشهر الماضي، تأجيل الحوار الأفغاني -الأفغاني، الذي كان من المقرر أن تستضيفه الدوحة، لخلاف حصل في اللحظات الأخيرة حول أسماء المشاركين فيه، وعددهم.
وأعلن مدير "مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني" في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، سلطان بركات (الجهة المنظمة)، عن تأجيل مؤتمر الحوار الأفغاني.
وقال بركات في تغريدات على "تويتر"، إن التأجيل تمّ "لمواصلة بناء توافق في الآراء بشأن الجهات التي ينبغي أن تشارك في المؤتمر"، مشيراً إلى أنّه "لا يوجد خلاف على جدول الأعمال، ولا أحد يشكّك في التزام جميع الأطراف بتحقيق السلام، غير أنّه أوضح في الوقت عينه أنّه "لا يوجد إتفاق كافٍ حول المشاركة والتمثيل في المؤتمر"، مؤكداً أنّ "جميع الأطراف تعمل على حلّ الخلافات بشأن حجم وشكل الوفد الذي سيشارك في مؤتمر الدوحة لتحقيق السلام في أفغانستان"، دون أن يحدد موعداً جديداً لعقد المؤتمر.
ولا يعرف مدى تاثير تأجيل الحوار الأفغاني - الأفغاني، على سير الجولة الجديدة من مفاوضات السلام.
وكان المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد قد أكد خلال زيارته كابول قبل يومين، أن الأساس لإنجاح جهود المصالحة هو وقف إطلاق النار وتوافق أطراف الحرب على التهدئة، قبل الوصول إلى أي نتيجة في حوار السلام.
والتقى خليل زاد في كابول الرئيس الأفغاني أشرف غني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله وسياسيين وآخرين.
وقال في تغريدة له عبر "تويتر" إن اجتماعاته "كانت مثمرة" وإنه التقى مرات عدة غني وعبد الله وأطيافاً أخرى من المجتمع الأفغاني، لا سيما الشباب، موضحاً أنه سيناقش نتائج تلك الاجتماعات لدى زيارته إسلام آباد والدوحة.
وبعد زيارته لكابول، توجه خليل زاد إلى العاصمة الباكستانية ترافقه مساعدة وزير الخارجية الأميركي لجنوب آسيا إيلس ويلز. والتقى الوفد الأميركي قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه ونائب وزير الخارجية سهيل محمود، وناقش معها أبعاد المصالحة الأفغانية ودور باكستان فيها.
وقالت السفارة الأميركية في كابول، في بيان، إن الاجتماعات جاءت مثمرة، وإن باكستان "وعدت ببذل كل ما في وسعها من أجل الحوار الأفغاني- الأفغاني وإنجاح المصالحة الأفغانية".
وعلم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن الوفد الأميركي طلب من إسلام آباد أن تقنع "طالبان" بالجلوس مع الحكومة الأفغانية، لكن الجانب الباكستاني أكد أنه ليس لديه نفوذ على الحركة إلى هذا الحد، وأنه يسعى ما يستطيع.
يذكر أن الجولة السادسة من الحوار بين "طالبان" والمسؤولين الأميركيين، تتزامن مع انعقاد الـ"لويا جرغه" في كابول، وهو اجتماع قبلي ضخم، يشارك فيه هذه المرة 3200 شخص من مختلف مناطق أفغانستان من أجل التباحث في أبعاد المصالحة مع "طالبان" وترسيم ما تصفه الحكومة الأفغانية بالخطوط الحمراء لها، فيما وصفت "طالبان" الإجتماع بالمهزلة، وقاطعه عدد كبير من السياسيين الأفغان.