ورأى عراقجي، خلال لقائه نظيره البولندي برزميسلاف لانغ الذي وصل طهران اليوم الاثنين لبحث ملف المؤتمر الذي تعتزم وارسو استضافته الشهر المقبل، تحت عنوان مواجهة إيران، وبرعاية أميركية، أن هذا المؤتمر "يحقق مصالح اتجاه واحد"، معتبراً أن "الاحتلال الصهيوني يشكل العامل الرئيسي لمشكلات المنطقة، وهو ما لم يوضع على جدول أعمال المؤتمر، ما يؤكد أنه ليس بغاية بحث مشكلات الشرق الأوسط، وإنما لتحقيق أهداف أميركية أخرى"، بحسب ما نقلت عنه وكالات رسمية إيرانية.
واعتبر عراقجي أن سياسات الولايات المتحدة "مشكلة ثانية لهذه المنطقة"، منتقداً الدور الأميركي والانسحاب من الاتفاق النووي، وهو ما "يثبت أن الولايات المتحدة تدّعي أن لديها نية لحلحلة مشكلات الإقليم، في وقت يمثل الاتفاق الذي انسحبت منه الإنجاز الوحيد للديبلوماسية والحوار". ولم يقبل مساعد وزير الخارجية الإيرانية المبررات البولندية المتعلقة باستضافة المؤتمر، معتبراً أن بلاده تريد تحقيق الاستقرار وتحارب التنظيمات الإرهابية ولا تلعب دوراً سلبياً.
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية البولندي برزميسلاف لانغ، إن بلاده تدعم استمرار العمل بالاتفاق النووي، مضيفاً أن مؤتمر وارسو المزمع عقده منتصف شهر فبراير/شباط المقبل، لن يكون ضد إيران، وإنما يهدف للتباحث حول سبل تحقيق استقرار المنطقة. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء عن لانغ قوله خلال الاجتماع أيضاً إن إيران تستطيع لعب دور محوري في تحولات المنطقة.
وكان وفد بولندي برئاسة مساعد وزير الخارجية قد وصل إلى طهران صباح اليوم الإثنين لبحث عناوين المؤتمر الدولي الذي دعا إلى عقده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال جولته الأخيرة على دول إقليمية عدة.
وفي السياق، نقلت وكالة "فارس"تصريحات لوزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش تحدث فيها إلى وسائل إعلام بولندية، وانتقد خلالها الدور الإيراني الذي يزيد من التوتر في المنطقة، معرباً عن اعتقاده أن مؤتمر وارسو يستطيع أن يحل مشكلة أوروبا وأميركا المرتبطة بإيران.
وقال تشابوتوفيتش إن طهران تستخدم مصطلحات يمكن تقبلها بصعوبة، ورأى أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن له أن يقف في وجه الولايات المتحدة في ما يخص مسائل الشرق الأوسط، وأن يتظاهر بأنه يمكن الحفاظ على استمرار العمل بالاتفاق النووي من دون عراقيل.
وأكد وزير الخارجية البولندي أن بلاده وجهت دعوة إلى منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، التي ترأست مفاوضات إيران النووية مع الغرب، إلى جانب دعوة كل الأطراف الأوروبية لحضور المؤتمر، قائلاً إن الأهم هو حضور ومشاركة دول المنطقة، مبدياً أسفه من إعلان موسكو عن رفض المشاركة.
وكانت إيران قد شجبت استضافة بولندا للمؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة، واستدعت الخارجية القائم بأعمال السفارة البولندية لديها وسلمته مذكرة اعتراض. وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن لبولندا الحق في استضافة مؤتمرات، لكن لا يحق لها أن تتحرك في هذا المؤتمر ضد مصالح دولة مستقلة.