أفاد أحد المصادر بأنّ رئاسة البرلمان أصدرت قراراً يقضي بمنع عدد من المسؤولين، التابعين له، من السفر دون إذنه.
وكشفت المصادر، لــ"العربي الجديد"، أنّ من بين المسؤولين الممنوعين من السفر، محافظ البنك المركزي، علي الحبري، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، عبد السلام الحاسي، ورئيس ديوان المحاسبة، عمر البرعصي.
وأوضحت أن القرار، الذي تم تعميمه على المطارات التابعة للبرلمان، يمنع سفر أي من هؤلاء الثلاثة دون إذن رسمي من رئاسة البرلمان. ويأتي على خلفية تواصل ومشاورات بين المسؤولين الثلاثة ونظرائهم التابعين للمجلس الرئاسي في طرابلس، إذ كان من المتفق أن يكون المسؤولون الثلاثة ضمن اجتماعات حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، الجارية حاليّاً في تونس.
كما تأتي هذه التطورات ضمن مشهد متصاعد يعكس الانشقاقات، التي يشهدها التحالف القبلي والاجتماعي الموالي لقائد "عملية الكرامة"، خليفة حفتر.
وكانت قبيلة البراغثة، التي تسيطر على قطاع كبير من شرق بنغازي، بالإضافة إلى أجزاء واسعة من المدينة، قد أعلنت عن انحيازها إلى المجلس الرئاسي، والموافقة على ترشح المهدي البرغثي، المنحدر منها، لمنصب وزير الدفاع، قبل أن يتمكن الأخير من سحب كتيبتين من أبرز التشكيلات المسلحة المكوِّنة لـ"عملية الكرامة"، الأسبوع الماضي، معلناً تبعيتهما للمجلس الرئاسي.
ونقلت المصادر أن اجتماعات كثيفة شهدتها عدة مدن شرق البلاد، أعرب فيها قادة قبليون عن امتعاضهم من استمرار فقدان أبنائهم في "حرب الكرامة" دون تحقيق تقدم.
واعتبرت أن إعلان قبيلة العبيدات قبولها المصالحة مع مصراتة، اليوم في تونس، هو بمثابة "الضربة القاسية" لمشروع حفتر، إذ ينحدر من هذه القبيلة رئيس البرلمان الموالي له، عقيلة صالح.
كما أشارت إلى أنّ "اللواء خليفة حفتر فقد حتى الآن ثلاث قبائل فاعلة في شرق ليبيا، وهي المغاربة في أجدابيا، والتي والت إبراهيم الجضران، المنحدر منها، والمسيطر على الموانىء النفطية؛ وقبيلة البراغثة، التي ينحدر منها وزير الدفاع، المهدي البرغثي؛ وقبيلة العبيدات؛ أكبر قبائل الشرق، والتي فضّلت المضيّ تحت لواء الضابط البارز، محمود سليمان العبيدي، خصم حفتر والموالي للمجلس الرئاسي".
وأضافت "طولُ أمد الحرب، وعدم تحقيق نصر، جعلا القبائل تتململ في موقفها، ولا يمكن لحفتر أن يصمد ببعض القبائل الأخرى التي ترتبط بتحالفات تاريخية مع القبائل الثلاث".
كذلك، لفتت المصادر إلى أن القبائل الأخرى، مثل الحاسة والبراعصة، لم يعد لديها تمثيل قوي في الاجتماعات القبلية، التي تقابل صالح وحفتر، وأنّه بات واضحاً "أنّ حفتر في معاركه الأخيرة بدأ يعتمد على شباب الصحوات بالمدينة، أكثر من اعتماده على أبناء القبائل شرق البلاد".
كذلك، لفتت المصادر إلى أن القبائل الأخرى، مثل الحاسة والبراعصة، لم يعد لديها تمثيل قوي في الاجتماعات القبلية، التي تقابل صالح وحفتر، وأنّه بات واضحاً "أنّ حفتر في معاركه الأخيرة بدأ يعتمد على شباب الصحوات بالمدينة، أكثر من اعتماده على أبناء القبائل شرق البلاد".
وشهدت العاصمة التونسية، مساء أمس الجمعة، سلسلة من الاجتماعات الليبية، والتي امتدت إلى ساعة متأخرة من الليل.
وبالتوازي مع الاجتماعات، التي عقدها رئيس حكومة الوفاق؛ اجتمع أعيان مدينة مصراتة ومشايخ قبيلة العبيدات بشرق ليبيا، لتوقيع مصالحة بين الطرفين، تقضي بوقف الحرب في مدينة بنغازي وشرق ليبيا، وبحث عدد من النقاط الهامة الأخرى، وقد حضر الاجتماع عضوا المجلس الرئاسي، حمد معتيقة، وعلي الصلابي.
وأكّد البيان الختامي للاجتماع "وحدة التراب الليبي، والتمسك بمدنية الدولة وتفعيل مؤسساتها، ورفض الانقلابات العسكرية، ومحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش وأنصار الشريعة بكافة أرجاء البلاد، وحل التشكيلات المسلحة غير النظامية والأجسام المسلحة، وضمها إلى التشكيلات النظامية بصفة فردية للراغبين من أفرادها، وحماية المؤسسات النفطية وتحييدها عن النزاعات العسكرية بوصفها المورد الأول لليبيين".
كما دعا إلى "بعث هيئة عامّة للمصالحة، وليس وزارة تكون مقترنة بأسماء وحكومات"، مطالباً بإجراء تغييرات على حكومة الوفاق، إذا تطلب الأمر ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته دعم الاتفاق السياسي ومخرجاته.
كما دعا إلى "بعث هيئة عامّة للمصالحة، وليس وزارة تكون مقترنة بأسماء وحكومات"، مطالباً بإجراء تغييرات على حكومة الوفاق، إذا تطلب الأمر ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته دعم الاتفاق السياسي ومخرجاته.