وكان مسجدي قد كشف، شهر يناير/كانون الثاني، عن تعيينه سفيرا في العراق، لكن الخارجية الإيرانية لم تؤكد الأمر بعد.
وذكر مستشار الجنرال قاسم سليماني سابقا أنه قد تم اقتراح اسمه بالفعل على الحكومة العراقية من قبل المعنيين في طهران، مشيرا في حينه إلى أنه "لا يعلم متى سيتسلم مهامه هناك"، موضحا أن "الأمر يتطلب المرور بسلسلة إجراءات إدارية قد تطول"، حسب تعبيره.
وكانت وكالة "إيسنا" قد نقلت، في وقت سابق عن مصادر لم تسمها، أن تعيين مستشار سليماني في العراق "يأتي لأسباب تتعلق بالوضع الأمني والسياسي في العراق"، مرجحين أن يقبل المسؤولون في بغداد هذا التعيين.
وكانت مصادر دبلوماسية عراقية رفيعة المستوى قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، عن موافقة حكومة حيدر العبادي المبدئية على قبول أوراق اعتماد السفير الإيراني الجديد في بغداد.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن مسجدي سيتسلم المهمة رسميا رغم اعتراض واسع من قبل كتل وقوى سياسية عراقية، بسبب تاريخ مسجدي العسكري، فضلا عن تصريحاته الطائفية المتعلقة بالشأن العراقي.
وقال دبلوماسي عراقي رفيع في وزارة الخارجية ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "العبادي وافق على مسجدي، وأبلغ رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي لم يبد هو الآخر أي اعتراض على تعيين الضابط بالحرس الثوري سفيرا لطهران في العراق".
وطرحت طهران اسم مسجدي مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، في إطار التغييرات الدبلوماسية التي تعتزم طهران إجراءها في سفارتها في بغداد، فضلا عن قنصلياتها في النجف والبصرة وكربلاء والسليمانية، مما يثير مخاوف من تحضير طهران لمرحلة جديدة بالعراق، خاصة أن أغلب الأسماء البديلة المطروحة قادمة من المؤسسة الدينية والعسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، المرتبط بالمرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي.
ووفقا للمعلومات المتاحة عن الرجل فهو ابن مؤسسة الحرس الثوري، وفيها نشأ منذ تأسيسها، وقد تعرض لإصابة بالغة في البطن والرأس خلال معركة عام 1981، إثر احتلال الجيش العراقي مدناً إيرانية عدة عرفت حينها بـ"معركة ديزفول"، وهي الإصابة التي تسببت في الحد من كفاءته كجندي منذ ذلك الحين.
مسجدي، البالغ من العمر نحو 59 عاما، ظهر مجددا كاسم لامع في ملف الهيمنة الإيرانية على العراق، عقب الاحتلال الأميركي للبلاد، وشغل أخيرا منصب مستشار عسكري للجنرال قاسم سليماني، وأشرف على معارك الفلوجة وتكريت وجرف الصخر في محافظة بابل، وحاليا يشرف على عمل مليشيات "الحشد الشعبي" في المحور الغربي للموصل، ومنه تتلقى أوامرها.
وعرف بتصريحاته الطائفية والحادة في الشأن العراقي والعربي بشكل عام، وطابعه العسكري البعيد عن الدبلوماسية.
ويأتي هذا التعيين، إذا أعلنت الحكومة في العراق موافقتها عليه، بعد بقاء حسن دانايي فر سفيراً لإيران في العراق لمدة تزيد عن ست سنوات، وهي التي تتجاوز تلك المتعارف عليها، والتي تبلغ أربع سنوات.
وعرف دانايي فر بخبرته الاقتصادية وبتوليه مناصب في اللجنة المشتركة الإيرانية العراقية، إذ ركز خلال وجوده في العراق على ملفات لها علاقة بالاقتصاد، في مقابل التاريخ الطويل لمسجدي في الحرس الثوري، إذ تمتد خبرته لخمس وثلاثين سنة.