طوارئ القدس لمنع استباحة الأقصى في العيد

وأتبعت قوات الاحتلال قرارها بإجراءات على الأرض استهدفت أهالي القدس بدلاً من منع المستوطنين من القيام بأي مسيرة تستفزّ مشاعر الغضب لدى المقدسيين، الذين امتدت حركاتهم وقواهم الوطنية والدينية إلى الرباط في الأقصى، فيما أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً تحت عنوان "صلاة العيد في الأقصى رباط".

في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال واستخباراته منازل العديد من النشطاء المقدسيين وسلمتهم استدعاءات للتحقيق معهم، لتحذرهم من مغبة القيام بأي احتجاج على اقتحامات المستوطنين المتوقعة، في وقت قررت قوات الاحتلال، أمس، منع نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس، الشيخ ناجح بكيرات، من دخول المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر، بعد التحقيق معه لساعات عدة بمركز للشرطة في القدس.

واستبقت الهيئات الدينية والقوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة، دعوات المستوطنين لاستباحة المسجد الأقصى، بقرار إغلاق مساجد مدينة القدس في أول أيام عيد الأضحى، غداً الأحد، ودعت لخطوات من شأنها تعزيز الرباط في المسجد في هذا اليوم للرد على دعوات المستوطنين ومنع استباحة الأقصى.

وقالت الهيئات الدينية في بيان لها، أمس: "لتكون صلاة العيد جامعة في الأقصى، وذلك رداً على قرار منع المصلين من إقامة صلاة العيد، ورداً على قرار إعلان شرطة الاحتلال أنها ستجري تقييماً للوضع في الأقصى مع ساعات الصباح الأولى يوم العيد، لتقرّر بناءً عليه فتح المسجد للاقتحامات والتدنيس من قطعان المستوطنين".

وطالبت الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية ودار الإفتاء بالقدس، جميع أئمة المساجد بإعلان هذا القرار في خطبة الجمعة، وهو ما تم فعلاً أمس. وقالت في بيانها: "إن عيدنا رباط، وأهالي بيت المقدس وأكنافه سوف يقفون على قلب رجل واحد أمام أطماع قطعان المستوطنين". وأكدت تلك الهيئات أنها ستقف صفاً واحداً ضدّ فرض أي تقسيم مكاني أو زماني للمسجد الأقصى، فيما دعت جميع أهل فلسطين إلى ضرورة الزحف أول أيام عيد الأضحى نحو القدس.

وفي فتوى لافتة تؤكّد أهمية الرباط في المسجد الأقصى يوم العيد في ظلّ دعوات المستوطنين لاستباحته، أكّدت الهيئات الدينية على جواز تأجيل ذبح الأضاحي لليوم الثاني من عيد الأضحى حتى يتم إعمار الأقصى في أول أيام العيد. وقالت: "لنكن يداً واحدة في وجه كل قرار ظالم".

من جانبها، دعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس، في بيان لها، للزحف والرباط أول أيّام عيد الأضحى في المسجد الأقصى لإحباط ومواجهة تهديدات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية باقتحام وتدنيس المسجد بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".

وأكدت هذه القوى أنها ستقف جسداً واحداً مع جميع الفعاليات في القدس، كما أكدت على بيان المرجعيات الدينية، وعلى ضرورة إغلاق جميع المساجد والتوجه للصلاة في المسجد الأقصى. ودعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس إلى الرباط في المسجد الأقصى ابتداء من الفجر وطوال أول أيام عيد الأضحى، وتأخير الانشغال بالأضاحي لليوم الثاني من العيد، وكذلك ضرورة الحفاظ على الحضور في الأقصى طوال أيام العيد الأربعة، وقالت "سنبقى في القدس أوفياء لعهدنا بأن نحمي الأقصى ونذود عنه صفاً واحداً".

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، حثّ المواطنين في جميع أنحاء فلسطين على الزحف نحو الأقصى في أول أيام عيد الأضحى وفي سائر أيامه، محذراً من التهديدات التي يطلقها المستوطنون لاستباحته يوم الأحد، في ذكرى ما يسمى "خراب هيكلهم المزعوم". ودعا المفتي محمد حسين شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأنظمتهما السياسية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى في وجه الأخطار التي تحدق به وتهدده.

بدوره، أكّد المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ تهديدات المستوطنين جدية وخطيرة، ويجب أخذها على محمل الجد. وقال "إن لم تمنعهم شرطة الاحتلال، فقد يقع ما لا تحمد عقباه، ونحن الآن على اتصال مع جهات عربية وإقليمية وعلى رأسها المملكة الأردنية الهاشمية لمنع تدهور الأوضاع".

أمّا القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، فقال لـ"العربي الجديد": "سنمنعهم مهما كلف الأمر، لن نسمح لهم بتدنيس الأقصى في أول أيام عيد الأضحى، ونحمل الاحتلال كامل المسؤولية عما قد يحدث". يُذكر أن جماعات الهيكل المزعوم دعت في مؤتمر تحضيري قبيل ذكرى "خراب الهيكل"، خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إلى تنظيم العديد من النشاطات التحضيرية لاقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى.