كشف رئيس "الاتحاد الوطني الحر" سليم الرياحي، ما سبق لـ"العربي الجديد" نشره لناحية أنّ نواب حزبه الـ16 قد ينضمون لكتلة "نداء تونس"، بعد انسحاب عدد من نواب كتلته وتأسيس كتلة جديدة، وأكد الرياحي أن الهدف هو محافظة النداء على أغلبيته البرلمانية.
وكانت قيادات من حزب الاتحاد، رابع الأحزاب المتحالفة حكومياً، أشارت في تسريبات حصرية لـ"العربي الجديد" قبيل تشكيل الحكومة وتفعيل الاستقالات، إلى إن انصهار الكتلة النيابية للاتحاد في كتلة نداء تونس أمر وارد جداً.
وأكدت هذه القيادات لـ"العربي الجديد"، ما كانت أشارت إليه منذ أسبوعين من أن مشاورات الانصهار متقدمة جداً، فيما أشار رئيس الحزب أنّ حزبه بصدد التحاور مع النداء "لتكوين جبهة انتخابية، وتكوين حزب واحد في الانتخابات المقبلة".
وأكدت المصادر من "الوطني الحر" لـ"العربي الجديد"، أن الحزبين اتفقا على تنفيذ الاتفاق تدريجياً، وكانا ينتظران موعد المؤتمر التاسيسي الأول وما ستؤول إليه الأحداث ونتائج الانقسامات والاستقالات النيابية للشروع في هذا التحالف أو الاندماج أولاً عبر البرلمان، ثم بحث ذلك حزبياً.
اقرأ أيضاً: بعد الانفصال.. معارك تنتظر أجنحة "نداء تونس"
وأوضحت المصادر، أن الموضوع كان مطروحاً منذ مدة، وكان يُرجّح أن يتولى رئيس الحزب سليم الرياحي مهمة نائب رئيس النداء، ولكن أطرافاً ندائية كانت تعترض على ذلك، وهو ما لم يعد مطروحا اليوم بعد خروج المعارضين من الحزب، وانضمامهم إلى حزب محسن مرزوق الجديد.
وتجدر الإشارة، إلى أن الرئيس الباجي قايد السبسي كان التقى منذ أيام الرياحي، قبيل التشكيل الحكومي، الذي حوّل الاتحاد إلى ثاني الأحزاب في الحكومة بحصوله على أربعة حقائب وزارية، و قبول عدد من مقترحاته في هيكلة بعض الوزارات.
وحضر الرياحي افتتاح مؤتمر النداء الأحد، وعبّر عن عدم رضاه عن وصف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لتونس "بالطائر الذي يطير بجناحين، هما النداء والنهضة"، قبل أن يتدارك الأمر، فيما اعتبرت بعض قيادات الاتحاد الوطني الحر، أن الغنوشي كان يريد أن "يستأثر بالتحالف مع النداء ويقطع الطريق أمامها"، بحسب تصريحات لـ"العربي الجديد"، حتى يبقى النداء، الثاني بعد استقالة نوابه، "رهين سيطرة النهضة غير المباشرة".
وإذ تؤكد بعض قيادات "نداء تونس"، في المقابل، على أن مسألة البرلمان قابلة للتنفيذ (الاحتفاظ بالأغلبية)، فإنها تشير إلى صعوبة المسألة الحزبية، كون "النداء" لا يزال يعاني من حالة الانقسام.
اقرأ أيضاً: وزراء جدد في حكومة الصيد يجرون عليه انتقادات البرلمانيين
وتشير أيضا إلى أن هذا المشروع الحزبي قد يؤجل في الوقت الراهن، في انتظار سبر آراء الندائيين وأعضاء الاتحاد، وربما يطرح الموضوع بعد المؤتمر الانتخابي خلال هذا الصيف.
وتشير المصادر، إلى أن الأزمة داخل النداء لم يقع تجاوزها بمجرد خروج مرزوق وانتهاء المؤتمر التاسيسي، الأحد الماضي، بدليل تبعات قائمة الهيئة السياسية للحزب التي أفرزت عدداً من الأمناء العامين للإعداد للمؤتمر، والتي خلفت وراءها عدداً من المعترضين الجدد، بسبب عدم وجودها فيها من ناحية، وخصوصاً بعد منح حافظ قايد السبسي مهاماً كبيرة غير معلنة بتعويم إدارة الحزب بين عدد من القيادات.
ويؤكد المعترضون أن حافظ قايد السبسي مُنح إدارة الحزب الفعلية، بوصفه المدير التنفيذي وممثل الحزب القانوني لغاية المؤتمر المقبل، ويشرف على الشؤون الإدارية، ويتولى إرساء منظومة الاتصال والتواصل والبحث عن موارد لتمويل الحزب وغيرها من المهام.
الجدير بالذكر، أن المؤتمر التأسيسي لحزب مرزوق شهد موجة من الاحتجاجات من ممثلي الجهات وشباب الحزب على طريقة تسيير المؤتمر، وسجّل غياب وزير الخارجية الطيب البكوش، وخروج الرئيس بالنيابة ورئيس البرلمان محمد الناصر "من الباب الصغير" بحسب تعبير البعض.
وتشير معلومات مؤكدة، أن الناصر "غاضب جداً" من هذه المعاملة، وفي المقابل تؤكد أنه دفع ثمن حياديته المفرطة من الصراع داخل النداء وانحيازه إلى "الغاضبين" أحيانا، كما تؤكد أن غياب البكوش كان مقصوداً على عكس تصريحات بعض قيادات النداء، وأنه يعتبر ما حدث في سوسة انقلاباً على التفاهمات.
ويبدو أن مشاكل هذا الحزب لم تنته بعد، وأنها مرشحة لمزيد من التبعات، خصوصاً أن الايام المقبلة ستشهد مزيداً من نشر غسيله الداخلي، لا سيما من طرف خصومه الجدد، المستقيلين منه.
اقرأ أيضاً الغنوشي: تناقص عدد نواب "النداء" لن يغير شيئاً