وأكد أحمدناه، لـ"العربي الجديد"، أن هيئة المعلومات باللجنة الوطنية أكدت على حصول ولد الغزواني على أكثر من 50% من الأصوات، وأن المرتبة الثانية تتأرجح بين المرشحين بيرام اعبيدي وسيدي محمد ولد بوبكر.
وذكر أن فارق الأصوات بين صاحب المركز الأول وصاحب المركز الثاني، يكبر مع استمرار الفرز، ويتجاوز 200 ألف صوت.
وقال إن "النتائج الحالية ليست نهائية، علما أن نسبة الفرز وصلت إلى 94% من الأصوات. وستعلن اللجنة عن النتائج النهائية طبقا للآجال القانونية المحددة في 48 ساعة، وستحيلها على المجلس الدستوري، دون أن يفوتني التأكيد مرة أخرى، على أن ما يظهر من هذه النتائج هو تقدم محمد الغزواني بنسبة تفوق 50% متبوعا بالمترشح بيرام اعبيدي والمترشح سيدي محمد ولد بوبكر، اللذين يتناوبان بينهما على المركزين الثاني والثالث".
وأوضح أن "هذه النتائج لا يمكن الاعتماد عليها وهي تتغير بين لحظة وأخرى"، ونفى أن تكون اللجنة المستقلة للانتخابات قد توصلت من قبل المرشحين الستة بأي طعون مكتوبة أو احتجاجات موثقة.
إلى ذلك، قال المحفوظ ولد السالك، المحلل السياسي والرئيس تحرير في قناة "المرابطون"، في قراءته لنتائج الانتخابات، إن "النتائج وإن كانت لا تزال أولية إلا أنها من حيث المحتوى شبه نهائية، وأكدت على أن المعارضة لم تستطع أن تتوحد وأن تقدم مرشحاً موحداً، وبالتالي حصلت على نتائج متفرقة، ولم تستطع حتى تقترب مجتمعة من النتائج التي حصل عليها الفائز أولياً حتى الآن، ولو كانت اجتمعت على مرشح موحد لكانت تحصلت على نتيجة قريبة من سقف الـ 50%".
أما بخصوص المشهد السياسي، فرأى أنه "بدأ يتشكل قبل الانتخابات؛ لأننا شهدنا هجرة سياسية من بعض الأحزاب العريقة نحو مرشح النظام، فقد ارتحلت وجوه من كتل سياسية معارضة وازنة نحو مرشح النظام مما أضعف هذه الأحزاب".
واستطرد بأنه "كان هناك صعود مفاجئ بالنسبة للمترشح بيرام اعبيدي بسبب خطابه السياسي الذي كان له تأثير كبير على مختلف الشرائح، وليس شريحة الحراطين التي ينحدر منها، وقد استطاع أن يجلب أصواتًا جديدة من مختلف الأحزاب السياسية".
وحول دور بيرام اعبيدي، الوجه الجديد الصاعد في الحياة السياسية الموريتانية، قال ولد السالك "سيكون لبيرام دور سياسي كبير ما بعد الانتخابات، لأن تطوره هو تطور ملحوظ وقد قفز من سقف 65 ألف ناخب إلى أكثر من الضعفين".
وفي تعليقه على تراجع المعارضة التقليدية، عزا ذلك إلى "انغلاق هذه الأحزاب وعدم تجديد نخبها وهياكلها، إذ إنها لا تتحرك إلا في أوقات الانتخابات".
ويفسر مساندة الإسلاميين لولد بوبكر بأن ذلك "يعود إلى عدة عوامل، من بينها عدم وجود مرشح لهم، وبالتالي وجهوا خزانهم الانتخابي المنضبط المكون من 100 ألف ناخب نحو ولد بوبكر، إلا أن الذين صوتوا له لا يتجاوزن 70 ألف صوت، في حين اختار آخرون التصويت لمرشحين آخرين بسبب عدم رضاهم عنه، ولكون ولد بوبكر لا يمثل خياراً لهم، وبالتالي، إما انضبطوا للتوجيه الحزبي وصوتوا له أو قاطعوا أو صوتوا لخيارات أخرى".
وحول ما إذا كان ولد الغزواني يمتلك القدرة على لملمة كل الشتات الانتخابي الذي دعمه ويحكم بمنطق جديد، في حال أصبح رئيساً، قال "يمكنه أن يجري توازناً بين مختلف هؤلاء، سواء على مستوى التسيير أو الحياة السياسية، ذلك أن ولد الغزواني لم تصوت له شعبية ولد عبد العزيز وحده، بل صوتت له حتى أطراف من المعارضة، وهذا هو الرهان الذي سيواجهه ولد الغزواني إذا ما أصبح رئيس موريتانيا".