بدعم أميركي واسع، تُواصل قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب العراقية معاركها في أحياء القدس والكرامة والسادة والشيماء التي تمثل محاور القتال الحالية الثلاثة التي استُؤنف فيها القتال بمدينة الموصل شمال العراق، منذ فجر أمس الخميس، وسط معلومات عن قرب بدء هجوم جديد خلال الساعات المقبلة من المحور الجنوبي للمدينة. في حين أكدت مصادر محلية مقتل وجرح مدنيين بقصف يُرجح أنه لطائرات التحالف الدولي، فضلاً عن حالات النزوح.
وتسعى القوات العراقية إلى إحراز تقدم جديد مستغلة الكثافة العددية للقوات المهاجمة من خلال المحور الشرقي والشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي.
وقالت مصادر عسكرية عراقية في بغداد والموصل، اليوم الجمعة، إن قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب حققت تقدماً في المحور الشمالي الذي تشارك فيه وحدات أميركية صغيرة في دعم قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب.
وعلم "العربي الجديد" أن الساعات المقبلة ستشهد فتح محور قتال جديد من جنوب الموصل عبر معسكر الغزلاني ومطار المدينة الدولي، وفقاً لقيادات عسكرية عراقية قالت إن "التنظيم سيجد مشكلة في توفير العدد الكافي من المقاتلين في حال تعددت محاور القتال واشتعلت في وقت واحد".
ووفقاً لضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "الهدف المقبل هو إكمال استعادة أحياء القدس والشيماء والعربي والسادة وتثبيت موطئ قدم فيها قبل التقدم إلى أحياء مجاورة أخرى".
وأوضح العقيد محمد سعيد الطائي من قيادة عمليات نينوى بالجيش العراقي لـ"العربي الجديد" أنّ "المعارك تجري في أزقة وشوارع أحياء القدس والكرامة والشيماء والسادة والعربي منذ مساء أمس بلا توقف". وأضاف أن "التنظيم تكبد خسائر كبيرة خلال المعارك والقصف الجوي".
خلال ذلك، قالت مصادر محلية إنّ 35 مدنياً بينهم سبعة أطفال وعدد من النساء، قُتلوا وأصيب عشرات آخرون بقصف يُرجّح أنه لطائرات التحالف الدولي استهدف مواقع عدة داخل الموصل من بينها مستشفى ومحطة مياه ومنازل في الأحياء الشرقية للمدينة.
فيما تتواصل عمليات النزوح من مناطق القتال في أحياء الساحل الأيسر الشرقية بشكل عشوائي حيث يتوزع السكان بين مناطق تابعة لداعش وأخرى تابعة لقوات الجيش.
وقال طبيب في مركز استقبال الجرحى الذي أنشأته منظمة إيطالية قرب الموصل لـ"العربي الجديد" إنه "تم استقبال أكثر من 200 مدني خلال الساعات الماضية أكثر من نصفهم مصابون بقذائف الهاون والقصف وهناك ضحايا من السكان ما زالوا تحت الأنقاض"، مبيناً أن "السلطات العراقية فشلت في وضع خطة للتقليل من حجم الخسائر في صفوف السكان مع استئناف المعارك".