طالب عددٌ من أعضاء مجلس النواب المصري، اليوم الإثنين، بإقالة وزير التنمية المحلية، اللواء أبو بكر الجندي، رداً على توجيهه الإهانات لأعضاء البرلمان، وتصريحه بأنه "يلقي توصياتهم وطلباتهم في الزبالة (القمامة)"، وهي الأزمة الثانية التي يثيرها هذا الوزير، بعد اتهامه لأبناء الصعيد بالتسبب في انتشار العشوائيات بالعاصمة القاهرة، وذلك رغم توليه منصبه فقط قبل نحو ثلاثة أشهر.
وروى النائب سلامة الجوهري، في جلسة البرلمان، اليوم، أنه توجه إلى مكتب الوزير منذ 15 يوماً لإبلاغه عن إسناد وظائف في الحكومة بالأمر المباشر، من دون حصول أصحابها على الدورة التدريبية للمتقدمين للوظائف بأكاديمية "ناصر" العسكرية، بحسب المعلن، غير أن الجندي تمسك بالنفي، ولدى مواجهته بالمستندات، فوجئ الجوهري بخلع الوزير لحذائه، مهدداً إياه بالقول "أي حد هايقول كده، هاضربه بالجزمة".
وأضاف الجوهري، الذي يشغل منصب وكيل لجنة الأمن القومي في البرلمان، أنه ترك مكتب الجندي غاضباً، مواجهاً الأخير بتعيين حمزة عبد الحفيظ في مكتب الوزير بدرجة وكيل أول وزارة، رغم أنه اختصاص رئيس مجلس الوزراء، علاوة على تعيين آخر من دون خضوعه للمسابقة، متمسكاً بضرورة حضور الوزير أمام المجلس لاستجوابه.
من جهته، تساءل وكيل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، محمد الغول: "كيف يثق المواطنون في النواب بعد تصريحات وزير التنمية المحلية بأنه يلقي طلباتهم في القمامة؟"، مضيفاً "يحب أن نقتص من الوزير بالقانون والدستور، فالمادة الثامنة من لائحة مجلس النواب نصّت على أن رئيس المجلس يمثله، ويحافظ على كرامته، وكرامة أعضائه".
ورد رئيس البرلمان، علي عبد العال، مشيراً إلى أن "نصوص الدستور واضحة، وأمانة أودعها الأعضاء في عنقه، وهو كفيل بتحملها"، متابعاً "نحن من نمنح الثقة للحكومة، ونحن من نسحبها.. وسأسترد لهذا المجلس كرامته بالطريقة التي أراها متفقة مع الدستور.. لكن استمرار الحديث حول الموضوع من النواب قد يضيع الحق في الرد"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال النائب محمد الفيومي إن تصريحات الوزير كانت في اجتماع لرؤساء المدن في المحافظات، وتمثل تحريضاً منه ضد النواب، مضيفاً "هذا سلوك لا يليق بوزير، وكلام غير مقبول يمثل إهانة للمجلس ولأعضائه".
بدوره، تساءل وكيل لجنة النقل والمواصلات في البرلمان، محمد زين: "كيف يتخذ وزير قرارات حاسمة بهذه الطريقة الشاذة؟ لا ينبغي أن يظل هؤلاء في مناصبهم".
وطالب وكيل لجنة الخطة والموازنة، النائب مصطفى سالم، بعرض الوزير على طبيب نفسي، قائلاً إن "الوزير غير مدرك لما يقول، وغير مدرك لتصرفاته.. ويجب إقالته فوراً، لأنه يمس استقرار الوطن بألفاظ غير لائقة ضد الصعايدة من قبل، والآن ضد النواب". وطالب النائب محمود الضبع رئيس الوزراء بسرعة إقالة الجندي، لأنه لا يعلم كيف يتحدث عن الشعب المصري.
وقال الأمين العام لائتلاف الأغلبية "دعم مصر"، مجدي مرشد، إن على الجندي التقدم فوراً باستقالته من منصبه، حفاظاً على كرامته وكرامة النواب، باعتبار أنه لا يعلم الكثير من مهام وظيفته، فيما قال النائب هشام مجدي: "نحن أقسمنا على احترام الدستور والقانون، وهذا الوزير (غير المحترم) لم يتعلم احترام الغير، وأساء لمصر كلها".