ذكرت وسائل إعلامية عراقية، قبل قليل، أن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أعطى موافقته على استخدام موسكو الأجواء العراقية لقصف المدن السورية.
تأتي هذه الموافقة، بعدما أعلنت طهران، بدورها، وضع قواعدها العسكرية بتصرف الطائرات الروسية كي تشنّ غاراتها على مواقع المعارضة السورية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن رئيس الوزراء العراقي وافق على استخدام موسكو الأجواء العراقية لضرب المدن السورية من خلال المقاتلات أو صواريخ كاليبر المجنّحة، عقب طلب رسمي بذلك.
وأكد موظف رفيع في مكتب العبادي، لـ"العربي الجديد"، المعلومات بالقول إن رئيس الحكومة طلب ألا يؤثر ذلك على حركة الملاحة الجوية للطيران المدني، مشددا على أن هناك لجنة فنية عسكرية روسية عراقية اتفقت على مسار شمال خط عرض 36، الذي يمر بإقليم كردستان العراق قادما من إيران، ثم يتوجه إلى محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، قبل الدخول إلى دير الزور والبوكمال والرقة وحلب وإدلب، ومدن سورية أخرى، بمسافة تصل إلى أكثر من 1500 كيلومتر.
وتابع المصدر ذاته، أن الطيران الحربي سيدخل الأجواء العراقية عبر محافظة ديالى، متوجها إلى صلاح الدين، ثم كركوك، فالموصل، ومن هناك إلى سورية، بسبب فتح قواعد عسكرية إيرانية للروس في جنوب محافظة كرمنشاه الإيرانية الحدودية مع محافظة ديالى العراقية.
من جانبه، أكد ضابط رفيع برتبة لواء ركن تلك المعلومات لـ"العربي الجديد"، مؤكدا أن الروس وعدوا العبادي بمساعدات عسكرية، من دون أن يشير إلى نوعها أو كميتها، مبينا أن "العبادي اتخذ القرار من دون العودة للبرلمان، وهو مخالفة دستورية واضحة".
ورجح المتحدث ألا يثار الموضوع داخل البرلمان، "بسبب الأزمة الحالية وسيطرة الأجندة الإيرانية على غالبية كتل البرلمان العراقي"، وفقا لقوله.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من اعلان رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي والقائد السابق لأسطول البحر الأسود، فلاديمير كوموييدوف، أن العراق وإيران سيوفران ممرا جويا لتحليق الصواريخ المجنّحة الروسية فوق أراضيهما.
وقال كوموييدوف، في حديث صحافي: "باعتقادي، فإن هذه الإمكانية ستتوفر لنا"، مضيفا: "لقد صار تقليدا أن نقدم مساعدات لهاتين الدولتين، وهما تشكراننا على ذلك، بما في ذلك عبر إتاحتهما إمكانية تحليق صواريخنا، إنها مسألة تنسيق".
وأورد مصدر عسكري دبلوماسي روسي، في وقت سابق، أن روسيا طلبت من سلطات العراق وإيران السماح بتحليق صواريخ مجنّحة روسية فوق أراضيهما.
وقال مصدر لوكالة "إنترفاكس"، إن وزارة الدفاع الروسية "وجّهت، الأسبوع الماضي، طلبات إلى كل من العراق وإيران لاستخدام مجاليهما الجويين لتحليق الصواريخ المجنّحة".