كشفت مصادر أمنية محلية في محافظة الأنبار (غرب العراق)، اليوم الخميس، عن قيام مليشيا "حزب الله" العراقي التابعة لإيران، بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المزارعين في بلدة عامرية الفلوجة، جنوب المحافظة، فيما أكد سياسيون تورط المليشيات بعمليات الخطف في البلاد.
وقال مصدر في شرطة محافظة الأنبار إن العشرات من عناصر مليشيا "حزب الله العراقي" اقتحموا منطقة الآبار التابعة لبلدة عامرية الفلوجة (30 كيلومترا جنوب الفلوجة)، مبينا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المليشيا طردت المدنيين الذين يمتهنون الزراعة في هذه المنطقة.
وأضاف المصدر أنّ "المليشيا طلبت من المزارعين حمل أمتعتهم معهم، لأن عودتهم إلى منازلهم وحقولهم باتت أمرا صعبا في ظل الأوضاع الحالية"، مؤكدا أن عناصر المليشيا برروا الاستيلاء على أراضي المزارعين بأنها تقع ضمن حملة أمنية لتطهير المناطق المحاذية لمحافظتي بابل وكربلاء من الجهتين الشمالية والغربية.
يشار إلى أن محافظة الأنبار التي تشكل نحو ثلث مساحة الأراضي العراقية، تتمتع بحدود طويلة مع محافظات بابل وكربلاء والنجف التي توصل الأنبار بجنوب العراق.
إلى ذلك، قال فاضل العيساوي، عضو تجمع العشائر المتصدية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إن المخاوف بدأت تتصاعد في بلدة عامرية الفلوجة في الفترة الأخيرة خشية تمدد نفوذ مليشيا "حزب الله" العراقي، الذي يرابط على الحدود الجنوبية للبلدة منذ أكثر من عام.
وبيّن العيساوي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن سيطرة المليشيا على منطقة الآبار قد تفتح أبوابا لن توصد، في ظل الضغوط السياسية والشعبية المطالبة بالكشف عن مصير آلاف المدنيين المختطفين من محافظة الأنبار، الذين تتهم المليشيات بتغييبهم.
وأكّد عضو البرلمان العراقي أحمد المساري، أمس، وجود آلاف المختطفين الذين اعتقلتهم المليشيات في مناطق الرزازة والصقلاوية، مبينا خلال تصريح صحافي، أن المختطفين ما يزالون موجودين في سجون كبيرة ببلدة جرف الصخر في محافظة بابل.
وأضاف المساري أن "عدد المحتجزين يتجاوز الثلاثة آلاف مختطف"، مطالبا الحكومة العراقية وجميع الأجهزة الأمنية بالإسراع بتحريرهم.
وأكد المساري، وهو عضو في البرلمان العراقي، إعلام رئيس الوزراء حيدر العبادي بمكان تواجد المختطفين أكثر من مرة، مشيرا إلى تسليم الحكومة قوائم كاملة بأسماء المختطفين الذين فقدوا في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة مليشيا "حزب الله" العراقي.
وكشف عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، فارس طه الفارس، الثلاثاء الماضي، عن تعذيب مليشيا "حزب الله" العراقي عدد من المختطفين لديها حتى الموت، مبينا أن بعض المختطفين الذين أفرج عنهم في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، أدلوا بشهادات تفيد بتعرض عدد من المعتقلين للاعتداء والتعذيب، ما تسبب بوفاة بعضهم، مطالبا الحكومة العراقية بالسعي لإطلاق سراح الأشخاص الذين اختطفتهم المليشيا من محافظة الأنبار.